احتفى الوسط الثقافي مؤخرا بأحدث إصدار للدكتور الباحث عبدالله محمد علي تلمساني «طريق التوازن» نحو مزيد من الرضا والتميز، وكان حفل توقيع الكتاب أشبه بملتقى اجتماعي وثقافي ونفسي، وفي هذا المؤلف الحديث اهتمام كبير من المؤلف بتوصيل فكرته، التي فيها الكثير من التركيز في قضايا التطوير. تقع قضايا التطوير الذاتي في السياق المعرفي ضمن أنماط النجاح وترتبط بثقافة الأفراد والمجتمعات في نسق يتضمن ديناميكية الحياة وديمومتها، وفي كتاب (طريق التوازن نحو مزيد من الرضا والتميز)، حيث تنهض أفكار الدكتور عبدالله تلمساني بنبض وإيقاع متسارع نحو آفاق تشكيل النمو الذاتي والرضا عن النفس. وفي هذا الإصدار الذي يعد من الكتب الشحيحة في هذا المجال يكشف التلمساني خريج جامعتي هارفارد وبيركلي، أن كفاح الإنسان للوصول إلى النجاح قد يقود إلى معضلة قد تؤثر سلبا في سعادة الإنسان واستقراره النفسي. ويمضي المؤلف مؤكدا أن ندرة قضايا تطوير الذات أفرزت واقعا في الكتابات الخاصة في هذا المجال، حيث اعتمد الكثير من الكتاب على الترجمات التي لا ترتبط معالجاتها بثقافة الناس وتراثهم الديني ومواريثهم الحضارية. وفي سياق التعريف بالنجاح، يرى المؤلف أن المجتمعات تعتمد على مقاييس عامة لتقييم مدى النجاح، وتشمل هذه المقاييس التفوق العلمي والعملي، والحصول على الشهرة والمال والسعادة الأسرية وما إلى ذلك. كما ذكر المؤلف في سياق الكتاب أن مفهوم النجاح يختلف من شخص إلى آخر، ويهجس التلمساني في سياق ركضه المعرفي الغوص في لجة غائمة عن السعادة والرضا، حيث يرى أن السعادة تمثل أحد الأهداف التي ينشدها الإنسان في حياته بصرف النظر عن عنصر السن، أو الجنس أو الدين، ويرى المؤلف أن الناس في الغالب تنظر إلى السعادة على أنها عنصر بديهي وبسيط، وأن البشر يربطون بين السعادة والمكتسبات المادية والمعنوية، غير أنه في بعض الأحيان حينما يحصل الإنسان على هذه المكتسبات يجد أنه كمن يقبض على المدى وأنه لم يحقق الرضا والسعادة التي ينشدها.