اعتبر أستاذ علم النفس التربوي في جامعة حائل الدكتور ثائر الغباري، أن رهاب الطيران (الخوف من الطيران) يعتبر أحد أنواع الرهاب المحدد بموقف، ويسمى رهابا موقفيا، بمعنى أن الشخص يصاب بهذا الاضطراب عند السفر بالطائرة أو مجرد التفكير بالسفر بالطائرة. موضحا أنه يرافق هذا الخوف قلق شديد ويكون على شكل نوبات رعب، وتقدر نسبة الذين يخافون من الطيران حوالي 20 – 30 في المائة، بينما الذين يعانون من الفوبيا تتراوح نسبتهم 2 – 10 في المائة، ويشيع هذا الاضطراب بين الإناث أكثر من الذكور، ولكن النساء هن أسرع استجابة للعلاج من الرجال، كما يتشكل أثناء فترة الطفولة، أو في سن العشرينات من العمر. وأضاف أن أسباب رهاب الطيران متعددة، ويرى الكثير من العلماء بأنه اضطراب مكتسب، فقد يكتسبه الفرد نتيجة تزامن رحلته بالطائرة مع اضطراب ما أو بصوت المحرك العالي المزعج أو قد يتزامن مع ألم ما وبالتالي تتشكل الفوبيا، كل تلك العوامل تشكل مثيرات تستثير القلق والخوف من الطيران بشكل عام، وإذا مال الفرد إلى الاستحضار المبالغ فيه للنواتج غير السارة لتلك المثيرات عندها سيشعر بالخوف من كل رحلة وسيعمم ذلك الخوف عند كل خبرة طيران. وهناك أسباب أخرى نذكر منها على سبيل المثال: أحداث الحياة الضاغطة، وهناك عوامل شخصية أخرى (مثل عدم القدرة على الضبط الذاتي)، والمعلومات المغلوطة عن مخاطر الطيران، و القابلية (الاستعداد) البيولوجية. وعن العلاج يقول الدكتور الغباري «بالإمكان التخلص من هذا الاضطراب من خلال برامج متخصصة عبر معالج نفسي مدرب، وبالإمكان استخدام برامج العلاج المعرفي السلوكي، ويتضمن ذلك ما يسمى العلاج بالتعرض، وأساليب إعادة البناء المعرفي، وأساليب الاسترخاء، ويستطيع المعالج المتخصص أن يطفئ هذا الاضطراب بالتعرض التدريجي لخبرة الطيران والتعرض المكثف، وتطبق أساليب العلاج بالتعرض من خلال الركوب الفعلي بالطائرة، أو من خلال الطيران الافتراضي أو الطيران بالمحاكاة الثلاثي البعد (وهو ما يشبه ألعاب الفيديو باستخدام الحاسوب)، حيث شفيت الكثير من الحالات باستخدام هذه التقنية». وخلص الدكتور الغباري إلى القول «بالمقابل لم تفلح العقاقير والأدوية في علاج هذا الاضطراب، حيث غالباً ما يقوم المسافر بتناول الكثير من المسكنات والأدوية للتخفيف من هذا الاضطراب لكن دون جدوى». لا بد من تنظيم رحلات متواصلة تبدأ من مرحلة الروضة حتى المرحلة الثانوية للبنين والبنات للمطارات ودخول الطائرة وكبينة القيادة والاستماع إلى شرح تفصيلي عن عمل الطائرة ومتعة الركوب فيها وفائدتها من توفير وقت ومتعة، ومن أساليب العلاج الأخرى تغيير نظرتنا إلى رحلات الطيران، حيث أثبتت الدراسات أن السفر بالطائرة أقل أنواع وسائل النقل خطورة من حيث الحوادث وخصوصاً السيارات ب 29 مرة.