أكد الاختصاصي النفسي أحمد ماهر الخياط، أن الفوبيا عبارة عن مرض نفسي وخوف متواصل وشديد من نشاطات أو أجسام معينة، أو من الأماكن المرتفعة وركوب الطائرات، وهذا الخوف الشديد يجعل الشخص المصاب به يعيش في حالة من الضيق والضجر، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن للفوبيا عدة أعراض، ومنها الشعور بالاختناق والارتعاش واحمرار الوجه والخفقان السريع في دقات القلب، والغثيان وغيرها من الأعراض. وقال الخياط: إن الفوبيا هي أحد أمراض الخوف غير الطبيعي، ونوع من الأمراض التي تكون مصحوبة بنوبات الذعر الشديد، ويعرف مرض الخوف غير الطبيعي أو الفوبيا، على أنه خوف كامن مزمن غير منطقي، من شيء أو مكان أو سلوك معين، يؤدي لقيام المريض بمحاولات واضحة للهروب من موقف، أو مواجهة الشيء أو الظرف الذي يعتبره المريض خطرا على حياته، مؤكدا أن من أهم وسائل العلاج هو المواجهة للأشياء التي كانت تسبب الهلع والخوف حتى تزال هذه الفوبيا تدريجيا. وأوضح الاختصاصي النفسي أن هناك العديد من الأشخاص الذين لديهم خوف من الطيران ورحلات السفر الطويلة، ويسمى «Aviophobia» ونجد المصابين بهذه الفوبيا يظهر عليهم عدد من علامات الهلع من الطيران، ومنها تصبب العرق بغزارة والإحساس بالاختناق والشعور بتوقف القلب وغيرها، وهذه الفوبيا ناتجة من مواقف مختزنة في عقل الإنسان، فسرعان ما تزول هذه الأعراض، حيث تستمر إلى أقل من 30 دقيقة وتزول كل هذه الاضطرابات والمخاوف الشديدة، مشيرا إلى أن بعض الأشخاص عندما يهم بركوب الطائرة يستخدم مضادات الاكتئاب أو الهلع. وأبان الخياط أن أفضل علاج لهذه الفوبيا هو العلاج السلوكي، وله عدة طرق، ومنها طريقة تسمى الإغراق أو الفيضان، وتعتمد على ضرورة أن يواجه المريض خوفه بشكل كامل حتى تمر الفترة الزمنية الحرجة للخوف التي لا تتعدى أكثر من نصف الساعة، على أكثر تقدير، وهنا يساعد الطبيب مريضه بعمل هذه التجارب بالتخيل أو عن طريق الممارسة الحقيقية لهذا الموقف وبالتالي تزول جميع هذه المخاوف لدى المصاب بالهلع. وهناك عدد من الأسر تواجه صعوبات في هذه الأيام التي يكثر فيها السفر إلى خارج المملكة بسبب هذه الحالة النفسية التي قد يعانيها أي فرد من أفراد العائلة، وقد تنغص عليهم رحلتهم. وبجولة إلكترونية قامت بها «شمس» على عدد من مواقع السفر والمواقع النفسية التي تهتم بتقديم النصائح ذات العلاقة، اكتشفت عددا من الطرق التي يتحايل بها المصابون بالفوبيا مع الرحلات الطويلة، منها السهر لمدة يومين، ثم أخذ مسكن بنادول نايت عند ركوب الطائرة والدخول في نوم عميق، وهناك من ينصح المسافرين الذين عادة ما يبدأ لديهم الضغط النفسي بالازدياد كلما قرب موعد الرحلة، وقد لا يستطيعون النوم بصورة طبيعية في الليلة التي تسبق السفر، بأخذ أقراص نفسية مضادة للقلق والاكتئاب، مثل زانكس ولندرال، وبعضهم يلجأ إلى عدد من التدريبات النفسية يؤديها على متن الطائرة من أجل قهر الخوف.