• قبل التعاقد • مدرب كبير وصاحب شخصية قوية لا يقبل أن يملى عليه ولا يعترف بالنجوم استطاع أن يحقق مع برشلونة ثلاثية إسبانيا وفاز ببطولة القارة العجوز • بعد التعاقد معه • يعمل ضد الهلال، حضر لمحاربة محمد نور، عاطل ويريد أن يضحك علينا، نجاحه السابق بسبب مساعديه. • هكذا تحول ريكارد بين عشية وضحاه من قبل بعض الأقلام المنغمسة في مستنقع الميول والإفلاس المهني متناسين أو متجاهلين بأنه مدرب صاحب تاريخ تدريبي عالمي شئنا أم أبينا، وأن حضوره إلى هنا لم يأت إلا بعدما حفيت أقدام المسحل ورفاقه من الركض خلف الكثير من المدربين في مشارق الأرض ومغاربها، ودفعوا ملايين الدولارات حتى وافق هذا الأسمراني على المجيء إلى هنا. • تصوروا هذه الأقلام برغم بلوغها من العمر عتيا إلا أنها لاتزال تدور في دائرة مفرغة من الوعي الرياضي وتتعامل مع المتلقي بسياسة عفا عليها الزمن والمتمثلة في النظرة السطحية اتجاه المتلقي واعتباره لا يفقه في النقد شيئا، وبالتالي كل ما تسطره هو أمرا مسلم به عند الشارع الرياضي. • بينما واقعنا يقول عكس ذلك حيث بات المتلقي أكثر وعيا وأكثر نضجا وإلماما بالمعلومة الرياضية التى بات يتفوق بها على أصحاب الأقلام البالية بمراحل تحكمها التكنلوجيا التى استمدها من الانفتاح الرياضي الذي يعيشه العالم، ومع ذلك لا يزال بيننا من يحمل أقلام ما عندها سالفة. • وهذا ما يجعلنا نصارح أنفسنا بتساؤلات تحاكي ضمائرنا قبل أن تلامس حبر أقلامنا بعيدا عن المكابرة. • إلى متى ونحن كوسط إعلامي نتعاطى مع الأحداث الرياضية من منظور أحادي الجانب لا نعترف بالآخرين ونسفه آراءهم ولا نقبل التحاور معهم وأقول التحاور ولم أقل التهريج؟ • وإلى متى ونحن نغلق الباب على أنفسنا ولا نحب أن يواجهننا أحد بأخطائنا. • إلى متى وأقلامنا تجري على الورق بدافع الميول وعقولنا تكسوها الشيخوخة والضمور. • وإلى متى نحن غير منطقيين في نقدنا وفي نقاشنا وفي التعبير عن وجهات نظرنا. • فيجب أن نمنح ريكارد الفرصة كاملة ونترك له حرية الاختيار حتى نستطيع أن نقيم عمله في نهاية المطاف ونكون منصفين، أما تسليط الأقلام وتعليق الجرس من أول مباراة فإن ذلك يكشف مدى ضعف عمقنا الصحافي الذي يحتاج إلى نقد قبل أن ننتقد الآخرين. • فالأداء الذي ظهر به منتخبنا أمام عمان مقنع إذا أخذنا في الاعتبار مرحلة الانهيار التى مرت بها الكرة السعودية والتى كان أحد أسبابها الإعلام الرياضي.