لزمننا الراهن إيقاعه المختلف ومعطياته الجديدة ومزاجه الخاص الذي يلقي بظلاله على جيل اليوم والذي يعيش حياته تبعا للراهن الأقرب لشخصيته ونمطه وذهنيته، وأنت تراقب هذا الجيل المليء حيوية وانفتاحا الغارق في غياهب الميديا التي فرضت أساليب حياة ومناهج تفكير وطرق تعبير مستجدة تمتلئ استغراقا وتأملا من يشاهد لغة الشباب المستخدمة في رسائل الجوال (إس إم إس)، واختصارات الشات، ورموز الفيسبوك، لا بد أن يشعر بأنه من عالم آخر، الأحرف هنا غير تلك التي اعتدناها ف7 تعني حرف الراء وعبارة مثل (ASM) تعني السلام عليكم، و(ص 3) لا تعني الصفحة رقم ثلاثة بل لها معنى مختلف (صباح الخير). جيل الشباب يستخدم الاختصارات وعلامات الوجوه الضاحكة والحزينة والغاضبة في رسالة الجوال والشات بكثرة ومعان جديدة لمفردات من اللغة، وهذه الممارسة لا تعدو أنها وسيلة يلجأ إليها الشباب ليتميزوا عن الكبار، وعن عالمهم الذي يتميز بالجدية والعقلانية، وهنا نتساءل ما دورنا تجاه هذا الواقع؟ هنا يجب أن نكون لطرح الأسئلة لا لإثبات الحقائق ولا لتقديم الإجابات ولا لتسجيل موقف، ما هو دور خبرائنا وجامعاتنا والتربويين؟، هل هناك تفكير جاد لدراسة تأثير هذه الممارسات المتعددة وانعكاساتها على حياتهم المدرسية وما يكتبونه في معرض إجاباتهم على أسئلة الاختبارات مثلا؟. إن الحل في وجهة نظري يكمن في التوعية للمجتمع، بإحداث البديل، وبإشعار الشباب بأنهم جزء من المجتمع، وفتح باب الحياة أمامهم كي يكتشفوا ويعيشوا جمال هذا الواقع، لذلك يجب أن نستوعب الشباب بطرح فكري معتدل، وبرؤى تقابل رؤاهم، حتى يتجاوزوا المرحلة بهدوء. ناصر العمري مدير إدارة التدريب التربوي والابتعاث بإدارة التربية والتعليم بالمخواة