استمر القطاع الخاص في جدة في غيابه المتواصل عن المشاركة في احتفالات عيد الفطر لهذا العام، لتتحمل الأمانة وحدها معظم التكاليف المادية والخدمية في محاولة منها لإرضاء سكان المدينة وزوارها. ومازال أهالي جدة يطرحون سؤالهم كل عام، أين دور شركات القطاع الخاص، لا سيما أن مدينتهم تحتضن أكبر الشركات في المملكة، ويفترض أن يكون لها دور اجتماعي، إلا أن بعضا من المواطنين، استغربوا عدم اهتمامها بالشأن الاجتماعي المحلي، متسائلين عن دورها في تخفيف أحزان ساكني جدة جراء كارثتي السيول، مشيرين إلى أنها لا يمكن أن تقدم لهم شيئا في أفراحهم. وبين هذا وذاك، تولت أمانة جدة زمام الأمور وأعلنت عن عزمها تقديم عدد من الأنشطة، مؤملة أن تحظى بقبول رجل الشارع البسيط، الذي قد يجد متنفسا له ولعائلته في تلك البرامج ونصفها فرق شعبية استعانت بها الأمانة. وأفاد المركز الإعلامي في الأمانة، في تقرير وزعه على وسائل الإعلام، أن المحافظة ستشهد هذا العام احتفالات متعددة بمناسبة عيد الفطر، على نحو يختلف عن بقية الأعوام السابقة، لافتا إلى أن أمين المحافظة الدكتور هاني بن محمد أبوراس اعتمد سلسلة من البرامج الترفيهية والثقافية لجميع شرائح المجتمع من العائلات، الأطفال والشباب. وستبدأ احتفالات الأمانة في اليوم الثاني من أيام العيد وتستمر أربعة أيام في موقعين؛ الأول في الحديقة الثقافية أمام قصر الحمراء في شارع الأندلس، والثاني في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي في أبرق الرغامة، تشمل أنشطة الحديقة الثقافية عددا من المسابقات الثقافية والترفيهية العائلية، وتقدم فرق الماسة، صدى الحجاز والنخبة الشعبية، فقرات تراثية منها رقصة المزمار، المجسات، الخبيتي والعجل، إلى جانب تواجد فرق سورية ومصرية ومغربية ستقدم ألوانا من الرقصات الشعبية العربية، بالإضافة إلى ألعاب الخفة والحركة التي سيقدمها فريق متخصص. سيشهد مسرح الملك عبدالعزيز الثقافي في أبرق الرغامة أنشطة عدة؛ أبرزها مسرحية (صنع في السعودية) يبدأ عرضها في ثاني أيام العيد وتستمر حتى العاشر من شوال بمعدل عرض واحد يوميا يبدأ في العاشرة مساء. من جهة أخرى، بدأت الأمانة أمس في تغطية أكثر من 1200 من أعمدة الإنارة باللون الأخضر بالاتجاهين في العديد من الشوارع الرئيسة في المدينة، كما ستجري إضاءة أكثر من 2300 نخلة في شوارع جدة الرئيسة بالأنوار الملونة. يذكر أن أمين جدة وجه منذ وقت مبكر بتشكيل لجنة خاصة بالاحتفالات، وعقدت اجتماعات عدة تنسيقية لإظهار الاحتفالات بالشكل المطلوب الذي يليق بعروس البحر الأحمر، وأنهت اللجنة تحضيرات هذه الفعاليات من خلال فرق إدارية عدة مدعمة بمعدات آلية ستعمل طوال فترة العيد، ويبقى المواطن الحكم على نجاح تلك الفعاليات.