تحدث بعض الزملاء عن أوضاع المساجد وتجهيزاتها خلال شهر رمضان، ورصدوا ملاحظات مهمة كان يجب تفاديها فعلا لا قولا، خصوصا والإمكانات متوفرة، ورمضان يأتي في موعده المعلوم، لا يتقدم ولا يتأخر عنه.. على أي حال، سأتحدث عن جانب آخر أكثر أهمية من المظهر، أي القائمين على المساجد من أئمة ومؤذنين، لأن البعض منهم سامحه الله، لا ندري كيف ارتضى أن يتصدى لهذا العمل الجليل وإمكاناته لا تساعده على أدائه، وإذا كان ارتضى ذلك لا ندري كيف وافقت الوزارة. وأظنه لا بأس من سؤال وزارة الشؤون الإسلامية عما إذا كان لديها آلية أو نظام للتأكد من الوضع الصحي للأئمة بالدرجة الأولى، يليهم المؤذنون. أقول ذلك وأنا أتابع منذ فترة طويلة أحد الأئمة وهو يعاني أشد المعاناة من أعراض مرض الربو الشعبي ومع ذلك لا يريح نفسه ويترك المهمة لغيره، وإنما يصر على إسماع الناس صفير رئتيه وسعاله المستمر في أربعة مكبرات للصوت يصر على أن تكون في أعلى درجة، وفي رمضان بالذات فإن الإنسان يشفق عليه ويشفق على الناس في المسجد وخارجه من معاناته التي ينقلها إليهم.. إمام آخر يعاني من علة في جهازه الهضمي تجعله في حال مستمر من التجشؤ وقربعة البطن، ولأن الميكرفون حساس وقريب جدا من فمه فإن معركة الغازات في أمعائه تنتقل حية بالصوت إلى الآخرين، وما يحدث معه ليس عارضا مؤقتا وإنما وضع مستديم. أما المؤذنون فإن واحدا منهم أتابعه بحزن وشفقة منذ سنوات، وأحلف صادقا أنني أشفق على نداء الصلاة أن يؤدى بتلك الصورة. الرجل كبير في السن، أو طاعن فيه، ولديه مشكلة في حنجرته تجعل صوته يخرج متقطعا، يعلو وينخفض، ويتلاشى ليعود مرة أخرى واهنا غير واضح، فتختلط الكلمات وتترادف فلا يدري الناس ماذا يقول هذا، لولا أنهم يعرفون أنه مؤذن، فيحزنون على الأذان من تأديته بهذا الشكل. الصلاة ركن من أركان الإسلام، وبيوت الله التي يؤدى فيها هذا الركن يجب أن يقوم عليها الذين تتوفر فيهم مقومات العلم وحسن الأداء لجذب الناس إليها. لا يجب أن تكون وظيفة من لا عمل له من المرضى والعجزة شفاهم الله، ولا يجب أن تسلمها الوزارة إلا للقادرين جسديا وعقليا ونفسيا. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة