أدى أكثر من مليوني مصل البارحة، صلاة العشاء والتراويح والقيام في المسجد الحرام وسط أجواء روحانية تتشكل في صورة جسر من الأدعية الممتدة من الأرض إلى السماء في آخر جمعة من رمضان الجاري، الذي يودع الأمة الإسلامية بعد أيام قليلة، ضاربا موعدا متجددا في العام المقبل. وتعالت الأماني والأحلام لدى زوار بيت الله الحرام في ليلة مهيبة ينتظرها المسلمون من العام إلى العام، إنها ليلة القدر، أعظم الليالي فهي خير من ألف شهر، فيها أنزل القرآن من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا التي تسمى (بيت العزة)، وليلة مبيت الملائكة في الأرض، إذ تشرق شمس اليوم بلا شعاع بسبب مغادرتهم في بعد صلاة الفجر كما أشار النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وتحتل هذه الليلة في نفوس أكثر من مليار مسلم على كوكب الأرض مكانة مهيبة، وروحانية، وإيمانا عميقا بأن أبواب السماء مشرعة لقبول التوبة، والرجاء، والاستغفار، والأماني. وبمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، تمكن زوار بيت الله من أداء نسكهم في أمن وآمان واستقرار جندت من أجله حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لقاصدي بيت الله العتيق كل السبل من أجل أداء نسكهم بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان. وشهد المسجد الحرام كثافة كبيرة من المصلين الذين توافدوا إليه من كل حدب وصوب ومن كل فج عميق منذ الساعات الأولى من عشية هذا اليوم، حيث امتلأت أروقته وأدواره وساحاته وأسطحه وامتدت صفوف المصلين إلى جميع الساحات والمناطق المجاورة للمسجد الحرام والطرق المؤدية إليه وأعطت اللوحات الإرشادية الضوئية الموجودة على أبواب المسجد الحرام الإضاءة الحمراء لعدم وجود أماكن داخل المسجد الحرام.