في شهر رمضان من كل عام تعم الفرحة مسلمي إسبانيا، حيث يكثر المسلمون من الصلاة وقراءة القرآن الكريم في جو روحاني يأسر القلوب، خصوصا أن إسبانيا تعد من أكبر البلاد التي تحتضن على أراضيها المهاجرين المسلمين الذين يصل عددهم وفق التقديرات المليون مسلم تقريبا. وبهدف تحقيق التوازن بين حياتهم الغربيةالجديدة منحت الحكومة الإسبانية المسلمين العاملين بعض الامتيازات والاحتفاظ بإيمانهم وفروضهم، ومنذ هذا المنطلق عقدت اتفاقية بينها وبين اللجنة الإسلامية الإسبانية، وحددت إجازة المسلمين العاملين يوم الجمعة من كل أسبوع، حتى يتمكنوا من أداء الصلاة جماعة، وفي شهر رمضان يسمح للمسلمين العاملين بمغادرة مقار عملهم قبل الغروب بساعة. ويكتسب شهر رمضان في إسبانيا أهمية خاصة في مدن مدريد وبرشلونة وسبته وجزر الكناري، واعتاد المسلمون في خلال هذه الأيام وجود اجتماعات يومية في المساجد والمراكز العربية التي يتم فيها تبادل الخبرات والأنشطة، واجتماع المسلمين للإفطار الجماعي، وتشجع العديد من المؤسسات والمراكز على الاحتفال بشهر رمضان، حيث ينظم «المركز الإسباني المغربي» محاضرات عن الفن الإسلامي والعادات والتقاليد التي تخص الدين الإسلامي والصيام. وبهدف التعريف بالإسلام ورمضان خصوصا بين أفراد الشعب الإسباني، تنظم في هذا الشهر العديد من الأمسيات الرمضانية التي تتحدث عن فضائل رمضان. وهنا بين ل «عكاظ» نائب رئيس المركز الإسلامي في قرية بايدوكشو ولاية بلنسية صلاح الدين مكرم، أن البرنامج الرمضاني لمسلمي إسبانيا يختلف باختلاف أعمالهم اليومية، فالكثير من المسلمين يقضون أوقاتهم في رمضان في قراءة القرآن في المساجد، مبينا انتشار الموائد الرمضانية في مختلف مساجد إسبانيا، خصوصا في مسجدي مدريد وبالنسيا، حيث الوجود المكثف للجاليات المسلمة خلال شهر رمضان. واختتم بالقول: يواجه المسلمون نظرات أصحاب الديانات الأخرى السلبية بسبب وسائل الإعلام المعادية».