في رمضان كل شيء غير، ورمضان في المملكة غير، إذ أن تناول الإبداع والتماهي معه ومع أمسياته أيضا هي صور بالغة الاختلاف، يبقى فقط من هو الذي يعرف كيف يكون التعامل مع أمسياته الأجمل دوما؟، إذ أن كثيرا من المبدعين .. شعراء وفنانين وكتابا كانت أجمل إبداعاتهم قد ولدت في هذا الشهر الفضيل .. ونعرف أيضا إلى أي مدى كانت ليالي وأمسيات الثقافة الرمضانية والحياة الاجتماعية في الأمس القريب «بدايات القرن»، في مصر والشام والعراق التي تعتمد الحكاية والسرد لتأريخنا الثقافي والاجتماعي في أمسياته، وأزعم أيضا أن لدينا الكثير من ثقافتنا الخاصة في مساءات رمضان في الحكاية والأسطورة والألعاب الشعبية والأمسيات الدينية التي تكاد تكون في جوهرها وشكلها حصرا لرمضان الكريم. البعض تجده وقد احتار أمام خيارات عدة للتعامل مع الإبداع الفني في هذا الشهر الفضيل خوفا من الشبهة، إلا أنه لو فكر قليلا لوجد أن السيدة أم كلثوم التي كانت مرتبطة مع المتلقي لإبداعاتها بحفل شهري «أول خميس من كل شهر»، كانت تحدد أغنيات دينية أو ما شابه لحفلها الرمضاني، فجاءت كثير من الإبداعات الكلثومية مثل «القلب يعشق كل جميل»، وقبلها «سلوا قلبي، الثلاثية المقدسة، نهج البردة، رباعيات الخيام»، وهذه الأخيرة هي التي يردد فيها عمر الخيام : إن لم أكن أخلصت في طاعتك.. فإنني أطمع في رحمتك وإنما يشفع لي أني قد عشت.. لا أشرك في وحدتك وأمامه أيضا قضاء وقت رمضاني جميل مع مشاهدة الكثير من الأفلام العربية الدينية، وربما يجيء من أشهرها فيلم الرسالة للراحل مصطفى العقاد، وكثير من أبرز الأفلام الدينية التي ظهرت في ستينيات القرن الماضي، مثل .. الهجرة، الشيماء، رابعة العدوية وغيرها من الأفلام الدينية، إلى الخيارات الأفضل من ما تقدمه الفضائيات من أعمال تأريخية تضيف إلى فكر المشاهد في كل يوم الجديد المطلوب. • فاصلة ثلاثية للشاعر العباسي أبي نواس، وتشمل أعظم استجداء من المخلوق للخالق بعد حياة مليئة بالعربدة والتجاوزات التي أبانها شعره : إن كان لا يرجوك إلا محسن فبمن يلوذ ويستجير المجرم ما لي إليك وسيلة إلا «الرجا» وجميل عفوك، ثم إني مسلم.