عندما تتواجد في قاهرة المعز في الأيام التي تسبق رمضان دوما تتداخل كل الذكريات إلى ذهنك، ليس تلك التي عشناها لأننا أبناء هذا الجيل لم نشهد عبق تأريخ الدولة الفاطمية مبتدعة القباقيب وفوانيس رمضان، بل لأنك إذا أخذتك قدماك إلى الفسطاط ومصر القديمة وإلى كل ما هو حول الأزهر والحسين مثل الجمالية ومواقع روايات نجيب الأقمر وقصر الشوق والسكرية والمغربلين والدرب الأحمر وغيرها ستعيش شريط ذكريات مدهشة جدا وأنت تتجول في هذه الأماكن وتعيش عبق التأريخ وروعة المكان وتشتم رائحة هذا التأريخ وكأنك تعيش الزمان المرتبط بالمكان، هذا ماعشته الأسبوع الماضي متجولا مع لطيفة التونسية التي تحيي غدا الجمعة ليل قرطاج المضمخ بالفن والحب وشقيقها لطفي العرفاوي وعمار الشريعي أثناء تصويرهما لأعمالهما الدينية لشاشة رمضان التي بدأ بثها منذ البارحة كذلك محمد ثروت وتجوالي معه أثناء التصوير في قلعة صلاح الدين وتحديدا في جامع محمد علي الذي صور فيه ابتهالات وأغنيات دينية، الذي أريد قوله أن التأريخ مصر على سكنى مواقعه في مصر وهي دعوة لمتابعة هذا العبق الجميل من خلال الفضائية المصرية المليئة هذا العام بهذه النوعية من الأعمال التي صورت في أعرق المساجد والحارات والمواقع، هي نفس الدعوة التي أدعوك عزيزي مستمع إذاعة البرانامج الثاني في جدة التي اعتمدت تقديم الأدعية والأغنيات الدينية والابتهالات بأصوات عمالقتنا في دنيا الموسيقى والفن بالامس سعيد أبو خشبة وحسن جاوة وحسن لبني وعبدالرحمن مؤذن «الابلاتين» ومحمد أمان وصالح عمر وغيرهم. جميل أن نعيش ألوان فوانيس رمضان الزاهية حتى في الخيال أثناء تعاملنا مع ألوان الفضائيات ففيها شيء من ألوان تلك الفوانيس التي يشبه بعضها رمضان بشكل أو بآخر وبعضها لا يشبهه أبداً. فاصلة لأبي نواس: يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة فأنا العليم بأن عفوك أعظم إن كان لا يرجوك إلا محسن فبمن يلوذ ويستجير المجرم مالي إليك وسيلة إلا الرجا وجميل عفوك . . ثم أني مسلم