ونحن في هذه الأيام من الشهر المحرم وقد تجمع الوفد في الرحاب المقدسة لا بد من أن يتذكر الإنسان ضمن ما يتذكره أرجوزة أبي نواس التي نظمها عندما حج حيث قال في بعض أبياتها: لبيك إن الحمد لك.. والملك لا شريك لك.. إلهنا ما أعدلك.. مليك كل من ملك.. لبيك إن الحمد لك.. والملك لا شريك لك.. يا جاهلا ما أغفلك.. عجل وبادر أجلك.. واختم بخير عملك ولقد عاش أبو نواس حياة عريضة حافلة بالملذات والغواية والفتنة، ولكن إيمانه بالله واليوم الآخر شده في نهاية عمره إلى الحق فتذكر يوم الحشر وكان قد قدم لتوبته بهذه الأبيات يا دار ما فعلت بك الأيام لم تبق فيك بشاشة تستام عرم الزمان على الذين عهدتهم بك قاطنين وللزمان عرام ولقد نهزت مع الغواة بدلوهم وأسمت سرح اللهو حيث أساموا وبلغت ما بلغ امرؤ بشبابه وإذا عصارة كل ذاك أثام لقد أدرك أبو نواس أن نهايته قد اقتربت وأن متاع الدنيا زائل عنه «وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور».. فبدأ يراجع حساباته وليت الذين يلغون في المعاصي يصحون قبل فوات الأوان فإن كانت عليهم حقوق ردوها أو مظالم أنصفوا أصحابها من أنفسهم.. يا ليتهم يفعلون! ولقد روي أن أبا نواس عندما قبض على فراشه، وجاءه المشيعون وجدوا تحت وسادته أبياتا خطها بيده جاء في بعض أبياتها ما يلي: يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم إن كان لا يرجوك إلا محسن فبمن يلوذ ويستجير المجرم أدعوك رب كما أمرت تضرعا ورجاء عفوك ثم إني مسلم ومن تاب.. تاب الله عليه. والله أعلم!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة