تورطت الدراما السعودية الرمضانية في إعادة مقالات الكتاب التي كتبت خلال العام الماضي والتي ناقشت مشاكل اجتماعية عبرت المجتمع إلى دراما. وهذا التورط يعيدنا مرة أخرى إلى عجز المنتجين عن قراءة المنتج الإبداعي الذي يمثل تراكما إبداعيا كبيرا من غير أن يستغل في تحويله إلى دراما مرئية. فالمنتجون يتساهلون في المفاهيم الفنية لدور الفن القائم على تقديم حياة يستشعر معها المشاهد بوجوده الحياتي ضمن إطار تلك الدراما أي أن الفن ليس وسيلة لعرض الشكاوي أو استعراض للنقص الخدمي أو الدندنة لما قدمته الوزارات من خدمات وتمجيدها. فالفن خلق حالة دهشة جاذبة تجسد إنسانيتنا حيال المعاش وتعمق من مدلولات الأشياء المحيطة بنا من خلال تراكمها الفكري وما تنتجه من سلوكيات بشرية تؤثر فينا بما تنتهج من سلوك وتبني الذائقة الفنية لدى المتلقي. هذا التساهل أدى إلى ظهور المسلسلات السعودية بصورة باهتة حتى أن عنصر الإضحاك القائم على الموقف وليس على التنكيت انحسر لكوننا ألفنا حركة وتعابير الممثلين المعتمد عليها في إضفاء جانب المفارقة عبر السنوات الماضية. وخسرت تلك المسلسلات في جانبها الفني حين عمدت إلى إعادة ماكتب من مشاكل اجتماعية بالرغم من المفارقات التي زرعها كتاب السيناريو كون تلك المشاكل نكت عليها الجمهور في حينها وتبادلوا ضحكهم عبر كم من النكت حملتها الجوالات بما لم يبق للممثل مساحة لأن يستجلب الضحكة. وفي ظل تردي السيناريوهات انذبحنا من بعض الممثلين الذين لايملكون الموهبة حيث تحولوا إلى أرقوزات (بالمفهوم الاستخفافي لكلمة أرقوز وليس بالمفهوم الفني لها) حيث تجد نفسك في حالة استهجان لما يحدث وتفكير عميق عمن أجاز تلك المسلسلات للعرض، وهل فعلا دفعت القناة الباثة المبالغ الطائلة لكل هذا (الاستهبال)، وهذا يقود إلى مساءلة المجيز على أي فهم فني أجاز عرض هذا المسلسل أو ذاك؟ وصدقا يمكن القول إن من أجاز هذه المسلسلات ليس له علاقة بالفن وهذا يعلق سؤالا آخر أليس في القناة الباثة مجيز فنان أي هل المجيز موظف؟ إن كان نعم موظف فهذا يفسر لنا تردي كثير من تلك المسلسلات والله يخلف على الملايين المدفوعة من أجل عرض مسلسلات الاستهبال المحلية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة