الخريطة الذهنية للفرد سئل أحد الفلاسفة الألمان يوما: ما هو سر عبقرية الشعب الألماني؟ فكان جوابه: لا يوجد سر... وإنما نحن قبل الجامعة مررنا على الثكنات!! وفي اللغة: ثكن الجند بمعنى.. مراكزهم وواحدتها: ثكنة والثكنة عبارة عن مركز يجتمع فيه الأفراد يمارسون عمليات تدريبية تعليمية ترفيهية بطابع عسكري صرف، تلك خلاصة فيلسوف الألمان، وأصبح الفرد يتمتع بالانضباط والارتباط وروحه روح النظام بطاعة وشجاعة... وبالرغم من انهيار الألمان أبان الحرب العالمية الثانية، إلا أنهم استطاعوا العودة والمحافظة على مركزهم الدولي، بفعل الفلسفة الألمانية. أما فلاسفة الاتحاد الأوروبي وفلاسفة الصين وفلاسفة اليابان فحدث ولا حرج. أما فلاسفة الهند، فقد أكثروا في الفلسفة حتى أضحت من كبار الدول المتقدمة صناعيا وتقنيا وفنيا ومعرفيا، فأغرقوا الأسواق بمنتجاتهم التصنيعية والمعلوماتية والمعرفية الجيدة. فا لانضباط لأي مجتمع ينشئ التفوق والرقي في شتى الأعمال الخاصة والعامة، بل يصل التفوق والرقي إلى معاملاتهم الدولية، فالانضباط ولد الارتباط والنظام، والبعد عن العشوائية تلك الكلمة الفظة اللعينة التي سببت لنا قلة الاحترام، وعندما تجد النظام فإن الاحترام تؤمه. فالمجتمعات المتقدمة جعلت نصب عينيها المواطن (الفرد) كأساس الاستثمار، فجعلت منه إنسانا مثقفا مبدعا مخترعا مصمما فيلسوفا، وجل تطلعاته للمستقبل، في خدمة مجتمعه. أما نحن، فقد كان لنا السبق بالاهتمام بالفرد وإصلاحه ليصبح فردا فاعلا في مجتمعه، متفاعل بمستجدات المجتمع دون ازدواجية أو تلقائية، فسيرة خير الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لخير شاهد بأن الدعوة بدأت بأفراد وانتهت بمجتمعات وأمم صالحة في كل زمان ومكان، وعليه فإذا صلح الفرد صلحت الأمة. السؤال: أين نحن؟! وأين الهنود الآن؟ أخشى ما أخشاه بأن يدب الوهن وقلة الحيلة في المجتمع لضعف الخريطة الذهنية للفرد، وإن حصل! فإننا على بوادر أزمة إن لم نكن فيها، انتحار فكري وعقلي ممزوج بالعجز و والجهل. ولكي نصل إلى عقول تحليلية استنتاجية فلسفية، يجب علينا إعادة صياغة الخريطة الذهنية للفرد بدون (مرورنا بثكنات الألمان). حمود عبد الرحيم الزهراني مدرب تطوير الذات