كلما أتذكر مسيرة الشعراء الذين أضاءوا ساحات جدة يظهر بارق من خلف الغمام يشع نوره بكل ثقة وروية ذلك هو الراحل أحمد قنديل الذين أمتعنا بكتاباته الساخرة ونمذجته الجميلة التي لا يطغى عليها أحد، في كل مشهد من مشاهده القوية تتداخل معك عجلة الزمن وتبقى في ناظريك كأنها وهلة الأمس التي لم تتغير (فقناديله) الإبداعية سافرت مع أفكاري إلى ذكريات جميلة حيث العفوية والمصداقية والخيال الحاذق، لا تزال يومياته التي نسجها في القاهرة تظهر بكل وضوح لتقرأ الأزمنة دون عتمة وتذهب عنا الملل والضجر. كم أنت عظيم يامن تبحر معك الكلمات بطوعها لتبني قصور إبداعها كما تشاء. من (الأبراج) و(أغاريد) و(قريتي الخضراء) غمرتنا بالشعر وتتلمذنا على بحورك وفنونك دون أن تشعرنا أنك صاحب هالة وشرف بل كنت باهرا في طرحك أريحيا في قبول محبيك. عشقناك ياسيدي في هزلك المثير الذي تغلغل في دواخلنا وسكن فيها ليكتب كلمة البساطة بحروف من ذهب لا تصدأ البتة. ستظل يا قنديلنا الجميل تذكي أوراقي وتبتسم في مكتبي كلما تصفحت كتبك الغالية وترسم في محياي أنشودة الفرح التي نقرتها عصافيرك الجميلة ذات مساء وبطيبتك المعتادة التي أصبح معها الجبل سهلا كما كنت تريد. حمد جويبر جدة