كان شعلة من النشاط الجسماني والفكري.. فقد انضم إلى الحياة العسكرية بعد صراع مع اليتم والجوع.. ثم تحول إلى التدريس في مدارس مكة ثم انتقل إلى الرياض واستقر في مدارس مكة ثم انتقل إلى الرياض واستقر في مدرسة بالخرج قبل أن يتوجه إلى الكتابة في الصحافة ثم يتحول إلى التأليف. كان رجلاً بشوشاً ومتفائلاً وهي صفات أكسبته العمر المديد.. وأول مرة التقيت به كان في مجلس الشيخ عبدالله بن عدوان -رحمه الله- ثم توالت اللقاءات بعد أن أشرف على تحرير جريدة القصيم الأسبوعية مع الأخوين أولاً عبدالعزيز المحمد التويجري وعبدالعزيز العبد الله التويجري وقد تتلمذنا على يديه في الكتابة لصفحات الشباب في تلك المطبوعة المتوثية لصاحبها عبدالله العلي الصانع -رحمه الله- كنا قلة من أشدات الصحافة والأدب مع حفظ الألقاب عبدالرحمن بن محمد السدحان وصالح العلي العذل ومحمد العجيان وخالد المالك وحمد القاضي وعلي الشدي وصالح الصويان وكاتب هذه السطور وقد أولانا الاهتمام كان يحضر إلى دار الجريدة في شارع الوزير وأول ما يسأل عن صفحة الشباب وكانت سيارته في ذلك الوقت مبهرة ومن ماركة ألمانية لها لون أخضر فاتح يحضر ومعه أبناءه جميعاً في تلك السيارة وهو في ذلك الوقت موظف كبير في وزارة المعارف ثم انتقل إلى وزارة المالية وأصدر مجلتها المالية يعاونه الأستاذ عبدالله القباع وكان من كتابها إبراهيم العواجي ويوسف الكويليت وإبراهيم الناصر وغيرهم. وكان لجريدة القصيم طعم خاص إذ تنشر مقالات كبار الكتاب على الصفحة الأولى ومنهم عبدالمحسن محمد التويجري وعلي المسلم وعبدالله القباع وعبدالعزيز الخويطر وأحمد عبيد وسعد البواردي وأحمد طاشكندي وصالح عبدالرحمن الحيدر.. وكان أبو سهيل قبل ذلك قد أصدر جريدة الظهران من شركة الطبع والنشر بالدمام.. وقد دارت الأيام واستقبلته كاتباً عندي بعد سنوات وكان في غاية السرور وأحد تلاميذه يدعوه للكتابة كرد بعض الجميل. أبو سهيل محب لوطنه بشكل كبير وقد كتب العديد من الرسائل والكتب لخدمة هذا الوطن كما كان محباً للناس بشكل يندر مثله. لقد ألف كتباً كثيرة تزيد على الثلاثين كتاباً كما ألف للأطفال وهي سلسلة (أشبال العرب) وله كتاب (آراء فرد من الشعب) و(دخان ولهب) والأمثال الشعبية وكان مرشحاً لجائزة الدولة التقديرية قبل أن تتوقف. كان كريماً بالنفس وبالمال لا يتأخر أن يترك مكتبه ويذهب مع عامل يبحث عن عمل وهو يسعى لكسب المال ولكنه ينفق في لحظة لا يتردد فيها. مرة أمر الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- وكان يعطف على أبي سهيل أن يتم شراء كمية مناسبة من مؤلفاته وخاصة الأمثال الشعبية والطفل وعندما تجمع في يده مبالغ كبيرة جعله في شيك وأرسله بواسطة الدكتور حمود البدر إلى لجنة أصدقاء المرضى بالرياض وكنت عضواً فيها وكلفوني أن أحاول ثنيه عن التبرع بكل هذا المبلغ خاصة وأن الجميع يعرف حالته المادية بأنها متوسطة وإذا كان لا بد فنصفه ولكن أبا سهيل -رحمه الله- وأثابه الله رفض بكل إباء أن يعيده أو يخفضه. مرة أخرى أمر الرئيس العام بتسليمه جائزة من جمعية الثقافة والفنون على إنجازاته الثقافية مقدارها مائة ألف ريال وكانت الجمعية في ذلك العام قد كرمت حسن عبدالله قرشي وآخر من الشرقية فلم يوافق فقيدنا أبو سهيل أن يستلم الشيك من مندوبنا إلا بعد أن أكثرت الاتصال به ثم استلمه وأنا متأكد أنه سوف يمنحه لأول شخص يقابله.. وبعد ثلاثة أيام حضر وشكر وكتب رسالة أمامي لمن أمر بتكريمه وكرر فيه أنه لا يستحق وإنما وطنه هو الذي يستحق. رحم الله عبدالكريم الجهيمان الذي أمتعنا بما كتبه وقد كانت زاويته (المعتدل والمايل) وهي غير موقعة باسمه ولكن الرجل يعرف بأسلوبه.