بالرغم من حالة الإحباط المسيطرة على الشارع السعودي منذ عام 2000م، نتيجة تراجع مستوى الكرة السعودية، إلا أن هذه الحالة السوداوية، بدأت في الانحسار والتراجع، تحت زحف الآمال الجميلة، التي نبتت براعمها في المنتخبات السنية، التي شاركت في الاستحقاقات المختلفة، والتي أثبتت أن الكرة السعودية منبعا دائما للمواهب الخلاقة، متى ما وجدت الاهتمام والرعاية.. المنتخب الأولمبي وبالرغم من خروجه المرير في دوحة قطر، إلا أنه قدم لنا مواهب يمكن لها بعد نضجها قيادة الكرة السعودية لمواقعها المفقودة، وكذلك فعل منتخبنا للشباب، أما منتخب الناشئين المبهر، والذي أحرز بطولتين خلال شهر واحد من أمام منتخبات عربية وخليجية محترمة، وقدم لنا مشاريع نجوم سيكون لهم شأن في الكرة السعودية، إن وجدوا الرعاية المستدامة، بعيدا عن حالات الارتجال التي تطل برأسها كلما ظهر ضوء مبهج في المسار الطويل.. إن إعداد المنتخبات السنية، يحتاج لخطة عمل طويلة، مبنية على خطط علمية لا مكان فيها للاجتهادات غير المنضبطة، والتي تبني وتهدم بذات التسارع، كما أن الاهتمام بالأجهزة التدريبية والإدارية يجب أن يأخذ مسارا مختلفا، بحيث تختار بعناية فائقة، وأن يكون الخيار مبنيا على القدرة، بعيدا عن الاعتبارات الأخرى، على أن يخضعوا لعمليات تطوير مستمر.. لست ضد المدرب الوطني، بل إنني من المطالبين به متى ما كان مؤهلا تأهيلا رفيعا، ولكن مشاركة المنتخبات السنية، بينت أن الاعتماد على المدرب الوطني، لا يجب أن يكون شعارا مرفوعا في مسار الرياح، فهناك دول سبقتنا في مجال كرة القدم، ولا ترفع شعار المدرب الوطني، ولا تتبنى تأهيله على حساب مكتسباتها الكروية.. نحن بحاجة للمدرب الوطني، مثله مثل الطبيب والمهندس والحكم واللاعب، ولكن تلبية هذه الحاجة، لا يعني أن نضع منتخباتنا السنية بيئة يتعلم فيها المدرب الوطني أسرار التدريب ويكتسب فيها خبرات قد لا تأتي وقد تأتي على حساب النتائج، لذا فإنني أقترح أن تستغل الفترات التي لا توجد فيها معسكرات للمنتخبات السنية، ببعث مجموعة من المدربين الوطنيين لدورات تدريبية في الأكاديميات العالمية، أو أن نستقدم محاضرين كبار ليقيموا دورات تدريبية لمدربينا الوطنيين تنمي قدراتهم وتفجر مواهبهم، بدلا من الاعتماد على خبراتهم الميدانية السابقة، وعلى دورات تدريبية متواضعة، قد يكون بعض المدربين حصلوا عليها، من مراكز لا قيمة لها.. الكرة السعودية مقبلة على نهضة كروية غير مسبوقة، نتيجة عودة اهتمام الأندية بالفئات السنية، والذي ظهرت نتائجه سريعا بالمواهب التي شاركت في المنتخبات السنية، لذا على الاتحاد السعودي، أن يولي المدرب الوطني اهتماما يطور من قدراته وإمكاناته، حتى تكتمل خطة النهوض بالكرة السعودية.