يواصل طيران الدفاع المدني تحليقه في سماء العاصمة المقدسة ليشكل مظلة للحفاظ على أمن وسلامة ضيوف الرحمن من المعتمرين وزوار بيته الحرام طوال شهر رمضان، وتتعدد مهام طائرات الدفاع المدني لتشمل كل عمليات الإنقاذ والإسعاف والإخلاء الطبي وأعمال الإطفاء ومراقبة الطرق، ودعم جهود وحدات وفرق الدفاع المدني الأرضية في أداء مهامها، والتدخل السريع في حالات الطوارئ. حول طبيعة مهام طائرات الدفاع المدني ضمن خطة تدابير مواجهة الطوارئ في العاصمة المقدسة ومستوى تجهيزاتها، التقت (عكاظ) باللواء محمد بن عيد الحربي قائد طيران الدفاع المدني، فكان هذا الحوار: • ما أبرز مهام طائرات الدفاع المدني ضمن خطة تدابير شهر رمضان في العاصمة المقدسة؟ تشارك طائرات الدفاع المدني في مهمة دعم قوات الدفاع المدني وكافة الجهات المعنية بخدمة ضيوف الرحمن في موسم العمرة خلال شهر رمضان، وأداء كافة المهام التي تدخل في نطاق عمل الدفاع المدني، الإطفاء والإنقاذ والإسعاف والإخلاء الطبي، ومراقبة شبكة الطرق المؤدية لمكةالمكرمة وطرق تنقل المعتمرين والزوار داخل العاصمة المقدسة. وتتضمن مهام طائرات الدفاع المدني توجيه الوحدات والفرق الميدانية لمواقع الحوادث وأفضل طرق الوصول إليها، وذلك عبر أحدث تقنيات الاتصالات السلكية واللاسلكية. • وماذا عن تجهيزات طائرات الدفاع المدني لأداء هذه المهام؟ الطائرات الحديثة في أسطول طيران الدفاع المدني التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة قاصدي وزوار بيت الله الحرام مجهزة بأحدث الأجهزة لتنفيذ كافة المهام والعمليات، مع إمكانية تجهيز كل طائرة بما يلزم لأداء مهام بعينها، وعلى سبيل المثال، تجهيز الطائرات بجردل الإطفاء سعة 650 جالون لمكافحة الحرائق، أو تجهيزها بونش للإنقاذ أو كافة التجهيزات الطبية لأداء المهام الإسعافية مثل أجهزة الإنعاش الرئوي والتنفس الصناعي وتخطيط القلب وجهاز الصدمات الكهربائية، بل وتم أخيرا تأمين حاضنات لحديثي الولادة ضمن التجهيزات الطبية للطائرات الخاصة بتقديم الخدمات الإسعافية. • لكن مهام طائرات الدفاع المدني قد تستمر ليلا ونهارا وفي الظروف المناخية المختلفة، فهل ثمة تجهيزات للعمل في مثل هذه الظروف؟ الطائرات الجديدة من طراز ( S - 92) التي دخلت الخدمة ضمن خطة تطوير أسطول طيران الدفاع المدني تعد من أحدث الطائرات العمودية في العالم من حيث تجهيزاتها وقدرتها على المناورة، والعمل في أصعب الظروف المناخية مثل أنظمة الرؤية الليلية، والكاميرات الحرارية وتجهيزات خاصة لتفادي الأحوال الجوية السيئة، منها أجهزة الملاحة الجوية التي تتيح لقائد الطائرة رصد وتحديد اتجاهات الرياح والصواعق بدقة. • نجاح طائرات الدفاع المدني لأداء مهام الإسعاف والإخلاء الطبي يتطلب معرفة بالمستشفيات التي يتوفر فيها مهبط للطائرة، فهل ثمة تنسيق مع وزارة الصحة بهذا الشأن؟ هناك تنسيق مستمر بين المديرية العامة للدفاع المدني ووزارة الصحة فيما يختص بنقل المصابين في حالات الطوارئ إلى أقرب المستشفيات التي يتوافر فيها مهابط للطائرات أو مواقع تسمح بالهبوط، وهناك طاقم متخصص في أعمال السلامة الجوية يقوم بتفقد هذه المهابط والكشف عليها والتأكد من جاهزيتها. • وكم يبلغ عدد طائرات الدفاع المدني المشاركة في تنفيذ خطة رمضان؟ تشارك خمس طائرات من طراز ( S-92) وطائرات «الشوايزر» مع إمكانية زيادة عدد الطائرات متى كانت هناك حاجة لذلك، وجميع الطائرات المشاركة تعمل بطواقم وطنية مؤهلة ومدربة على أعلى المستويات لأداء المهام المنوطة بها. • مع الزيادة الكبيرة في عدد الأبراج والفنادق ذات الارتفاعات الكبيرة في مكةالمكرمة، هل ثمة دور لطائرات الدفاع المدني لمكافحة الحوادث في هذه المنشآت؟ لا شك في أن الطائرات توفر إمكانات أكبر في التعامل مع حوادث الأبراج والمباني العالية من خلال ما تتيحه من معلومات عبر المشاهدة العلوية لموقع الحادث، وتحديد موقعه بدقة، وتوجيه الوحدات الميدانية لأفضل طرق الوصول إليه، بالإضافة إلى الإسهام في أعمال الإنقاذ والإطفاء، حسب طبيعة كل موقف، وبعض الأبراج تحتوي على مهابط للطائرات وهو ما يضاعف من قدرة الطائرات للقيام بأعمال الإنقاذ في حال تعرض هذه المباني للحوادث لا قدر الله باستخدام «أوناش» الإنقاذ. أما فيما يتعلق بحوادث الحرائق فإن إسهامات طيران الدفاع المدني في مكافحتها تتوقف على سرعة الرياح، وارتفاع المبنى وحجم الحرارة الناتجة عن الحريق، وغيرها من عوامل السلامة الضرورية. • مع استمرار حركة المعتمرين على مدار الساعة طوال شهر رمضان، ما هي استراتيجية عمل طيران الدفاع المدني لأداء مهامه في حالات الطوارئ ؟ تعتمد الإستراتيجية على زيادة عدد ساعات الطيران لمتابعة حركة المعتمرين على مدار الساعة، ولا سيما في أوقات الذروة، إذ صدرت توجيهات مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري بزيادة عدد الطائرات المشاركة في خطة تدابير «رمضان» هذا العام.. • وما هي أشكال الدعم والمساندة التي تقدمها طائرات الدفاع المدني للوحدات والفرق الميدانية في حالات الحوادث؟ هناك أشكال متعددة، منها نقل صورة جوية سريعة للمسؤولين عن الموقف العام في حالات الحوادث بما يساعد على اتخاذ القرار المناسب على ضوء معرفة مدى تطور الحادث أو انحساره، ومن أشكال الدعم أيضا المكافحة الجوية للحرائق باستخدام «جردل» المياه لإطفاء الحرائق في المناطق المكشوفة، إلى جانب عمليات نقل الأفراد والمعدات والآليات إلى المواقع الوعرة التي يصعب الوصول إليها برا لسبب أو لآخر، مما يساعد الوحدات الميدانية على مباشرة الحوادث في هذه المواقع بسرعة واقتدار.