الحوادث الأليمة.. والوفيات.. والإصابات البليغة.. هي أحد الأسباب الرئيسية التي يراها المسؤولون في الإدارة العامة للمرور لإيجاد نظام قوي وصارم يردع بحزم وشدة كل المتهورين والمتسببين بإزهاق أرواح البشر، وإزعاج سالكي الطرق السريعة التي تشهد حوادث مميتة على مدار اليوم في مختلف المناطق والمحافظات. وعلى ضوء ذلك حرصت الإدارة العامة للمرور في المملكة العربية السعودية على إيجاد نظام حديث ودقيق في نفس الوقت لضبط مخالفات السرعة والتجاوزات الخطرة التي قد تؤدي بحياة البشر.. وهذا النظام هو نظام «ساهر» الذي أشغل الناس وصار حديث المجالس هذه الأيام في كل مكان.. فلا يكاد يخلو أي مجلس سواء كان في منزل أو في إستراحة أو في مكان عام إلا ويكون ل«ساهر» طاري وذكر (والطيب عند ذكره) على قولتهم فهناك من هو مؤيد لتطبيقه وهناك من هو معارض له.. والمعارضون هم الأكثرية لتضررهم ماديا بسبب رصده المتكرر لهم بين الحين والآخر. ونظام «ساهر» كما نعلم تم إقراره بعد دراسات واستشارات وتنسيق بين جهات عدة لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة فيما يتعلق بالسلامة المرورية والعامة.. وكانت الحملات التوعوية في مختلف وسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع حملات مكثفة.. لكنها لم تكن كافية في وقتها لإيصال فكرة النظام أو المشروع الأمني الحديث «ساهر» إلى كافة شرائح المجتمع بصورة دقيقة.. حتى أن كثيرا من الناس إلى الآن خاصة كبار السن والأميين لا يعرفون عن نظام «ساهر» سوى اسمه أو أنه جهاز حكومي أوجد في شوارع المدن الرئيسة وعلى جنبات الطرق السريعة لنهب الأموال من جيوب المواطنين والمقيمين رغم مرور فترة ليست بالقصيرة على تطبيقه. ونظام «ساهر» نظام رائع وفريد من حيث الفكرة والهدف الذي أوجد من شأنه وهو تقليل نسبة الحوادث المرورية وهذا ماتحقق حسب إحصائيات المستشفيات وجمعية الهلال الأحمر السعودي والمرور التي تؤكد إنخفاض نسبة الحوادث والإصابات بنسب جيدة.. وهو أيضا نظام ماهر في دقة وسرعة رصده للمخالفات واستخدامه للتقنية المتطورة من خلال الكاميرات الحديثة المتخصصة لهذا الغرض.. لكن هناك ملاحظات على هذا النظام وآلية تطبيقه وتتلخص هذه الملاحظات حول تحديد السرعة وهنا يفترض أن يعاد النظر في تحديد معدل السرعة داخل المدن وفي الطرق السريعة، كذلك التواجد المفاجىء لسيارات «ساهر» في بعض المواقع مما ينذر بوقوع حوادث كما نقرأ في بعض الصحف أحيانا، وغياب اللوحات الإرشادية في بداية التطبيق. وكنت أتمنى لو كانت هناك آلية في النظام لاسيما وأنه يستخدم التقنية الحديثة ، والتقنية المتطورة متوفرة لدينا ولله الحمد بحيث يتم إنذار صاحب المركبة مرة ومرتين عن طريق الرسائل القصيرة SMS على جواله المسجل في الحاسب الآلي بأنه ارتكب مخالفة وعليه أن ينتبه قبل أن يتم تسجيل المخالفة عليه في المرة الثالثة.. فلو كانت هذه الآلية موجودة لكان «ساهر» صديق الجميع ولما شاهدنا الإنزعاج منه والاعتداء على سياراته وموظفيه في كل مكان، لكن المعمول فيه الآن هو تسجيل المخالفة في سجل قائد المركبة من أول مخالفة يرتكبها دون سابق إنذار. منصور شافي الشلاقي تربة حائل