بعد أسبوع من انتظار الشعير في مركز الثنية، وصلت ثماني شاحنات محملة بالشعير فتداعى الناس من أقطار محافظة بيشة والمناطق المجاورة لها، ما سبب إرباكا كبيرا لحركة السير بالمركز وأدى إلى حدوث تصادمات بين سيارات المواطنين بالطابور بسبب التزاحم والرغبة في الحصول على الأولوية. كما حدثت ملاسنات بين المواطنين وأحد التجار الذي أغلق شاحنته رافضا البيع فتدخلت الجهات الأمنية وفضت النزاع وأجبرت التاجر على البيع. ورصدت «عكاظ» سوء التنظيم والتوزيع، حيث حصل تفاوت كبير في الحصص المعطاة للمواطنين، ما حرم المنتظرين نصيبهم من الشعير، فعادوا أدراجهم صفر اليدين، كما واجهت دوريتان من الشرطة طابورا طويلا امتداده نحو كيلو مترين من السيارات. وقال المواطن سعد المزيدي «انتظرت من وقت الظهيرة وحتى منتصف الليل وأفطرت هنا، وكنت أتعشم الحصول على حصتي من الشعير الذي جلبته الثماني شاحنات، ولكنها انتهت قبل وصول رقمي القريب نسبيا وذلك بسبب سوء التوزيع، حيث أعطي أناس كميات كبيرة ولعدم الالتزام بالأرقام الموزعة من اللجنة، بحيث يدخل أناس في الطابور ويصرف لهم والذي يلتزم بالطابور ينسونه». وتعرضت سيارتي للصدم من أناس يحاولون الدخول أمامي، أنا أفضل أن أحصل على الشعير حتى بأسعار مرتفعة ولا أتعرض لهذا الموقف. وعبر مواطنون عن استيائهم من هذا المشهد المتكرر، فقال كل من سعود سعد، عالي البيشي، وسيف الأكلبي إن ما يحدث في أسواق الشعير هذه الأيام من أزمات متعاقبة بدأت منذ مطلع العام الجاري برفع الأسعار، ثم ازدادت حدتها فأصبحنا لا نحصل على غذاء مواشينا إلا بشق الأنفس، ونخشى ألا تقف تلك الأزمة عند حد. فنحن في هذا المشهد المزدحم نشعر أننا أصبحنا أسرى لتجار الشعير وأننا نأمل توفير الشعير بكمية أكبر، وتسهيل الحصول عليه وإنقاذنا من الطوابير التي ننتظر فيها بالساعات الطويلة، خاصة في الشهر الفضيل ثم لا نحصل على شيء كما حدث اليوم، حيث انتظرنا حتى بعد صلاة التراويح لنفاجأ بنفاد شاحنات الشعير قبل أن نصل إليها، ولم تراع اللجنة المنظمة وقوفنا الطويل، فكان يجب أن توزع الكمية على العدد المتواجد وستكون كافية وستغطي الجميع لولا المجاملات والمحسوبيات في التوزيع. إلى ذلك قال المواطن فهد حنش أنا أحد مربي المواشي ولدي عدد كبير من الأغنام والإبل واستبشرت خيرا عندما سمعت بخبر التوزيع فأتيت لأقف منتظرا وعندما حان وقت الإفطار أفطر الجميع في هذا الطابور على الماء والوجبات الخفيفة، ولا شك أن من بين الواقفين هنا مرضى وكبار سن وأصحاب مشاغل فلماذا لا يتم التيسير عليهم وزيادة كميات الشعير وإتاحة بيعه في كل الأوقات منعا للزحام وتخفيفا على الناس وعلى الجهات الأمنية، لافتا إلى أن هناك فئة من الناس لا يستطيعون الحضور لاستلام حصصهم كالعجزة والأرامل. بينما أشار المواطن جبار سعيد أن هناك من يزاحم على الشعير ثم يبيعه بأسعار مضاعفة وأن الجهات الأمنية تلاحقهم ولكن مع ذلك هم موجودون، وقال إن هذا المنظر مخيف جدا فكيف تكون أزمة غذاء المواشي مربكة بهذا الحجم وماذا لو كانت الأزمة في أهم من ذلك. ونقلت «عكاظ» هذا المشهد لرئيس مركز الثنية سعيد بن عبد الله آل عطيان، الذي قال: أوجدنا نقطة صرف لتوزيع الشعير على مستحقيه من أرباب المواشي في مركز الثنية، بحيث تغطي أهالي الثنية، تبالة، والجعبة والعبلاء، وكذلك يحضر أصحاب مواشي من مناطق أخرى كمركز العفيرية التابع لمكة المكرمة وجرد، وجرب، والجاوة التابعة للباحة. وأضاف آل عطيان أن التوزيع يصرف بالتساوي على المتواجدين حسب الكمية المتوافرة وبحضور مندوبين من مركز الثنية ومالية بيشة والبلدية، إضافة إلى الشرطة وأكد عدم رضاه عما يحدث من تزاحم، مطالبا بزيادة كميات الشعير المعتمدة للمركز وإتاحتها في كل الأوقات، وأضاف أنه يتابع شخصيا سير عملية التوزيع وأن الدوريات الأمنية متواجدة ويقومون بواجبهم، ولكن هناك مواطنين يحالون إرباك عملية التوزيع ولا يحترمون أولوية الطابور ويحاولون القفز عليها، مشيرا إلى أن تربية المواشي في المنطقة تمثل نشاطا اقتصاديا لدى الأغلبية ولا بد من دعمهم في ذلك.