أكدت قيادات أمن المسجد الحرام أن لجانا هندسية ممثلة من هيئة تطوير مكةالمكرمة، وزارة التعليم العالي، معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، بمشاركة لجان أمنية من قيادة أمن المسجد الحرام ومختلف إدارات الأمن العام المعنية بخدمة الحجاج والمعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام تدرس توسعة صحن المطاف. وأشاروا إلى أن قوة أمن المسجد الحرام رفعت مرئياتها في ضرورة مراعاة المواقع التي تشهد كثافة بشرية في صحن المطاف والمتمثلة في المكبريتين الشمالية والجنوبية بالإضافة إلى زمزم، على أن تأخذ حقها من المعالجة لإيجاد الحلول الكفيلة بإنهاء هذه الكثافات بعد تنفيذ مشروع التوسعة. فإلى تفاصيل الحلقة الثانية من ندوة (عكاظ) مع قيادات أمن المسجد الحرام. • ما هي أبرز متطلباتكم الأمنية خلال مشاركتكم في الدراسة التي أعدت لتوسعة صحن المطاف؟ العقيد يحيى الزهراني: هناك لجان من التعليم العالي ومعهد أبحاث الحج، وهي المعنية بتوسعة صحن المطاف، وهناك مشاركة أمنية في هذه اللجان، وفيما يتعلق بالتوسعات التي يشهدها المسجد الحرام وكذلك التصميمات تؤخذ مرئيات الجهات الأمنية في دراسة المشكلات وما نراه من وجهة نظر أمنية، ومن ذلك تعقد اللجان وتبدأ في مراعاة المتطلبات الأمنية، وطالبنا بأن تكون المواقع التي تشهد ازدحاما كالمكبرية الشمالية والمكبرية الجنوبية وزمزم وكافة المواقع التي تشهد كثافة أبلغنا جهات البحث والدراسة إلى أخذ هذه المواقع في الاعتبار، ونحن في قوة أمن الحرم نقدم ما لدينا من رؤى وأفكار وإشكاليات نقوم برصدها أثناء تنفيذ أعمالنا ميدانيا. • ولكن ما هي حدود التلاقي بينكم وبين معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، وهل هناك اتصالات مشتركة خلال إعداد دراسة توسعة المطاف؟ العقيد يحيى الزهراني: هناك اتصالات ولجان تعقد اجتماعات مشتركة، وكنت عضوا فيها، وكذلك بمشاركة عدد من الزملاء من الأمن العام ومختصين في مجال الهندسة، وقدمنا خلال تلك الاجتماعات رؤيتنا حول التوسعة من واقع العمل الميداني، واللجان موجودة والتنسيق موجود بين قوة أمن الحرم والهيئة العليا لتطوير مكةالمكرمة والتعليم العالي ومعهد خادم الحرمين لأبحاث الحج، هناك اجتماعات مكثفة في كل ما يتعلق بما تشهده منطقة المسجد الحرام من مشاريع تطويرية بهدف الخروج بمشاريع تراعى جميع الجوانب الأمنية والخدمية والصحية والاجتماعية. • يجب أن يخصص صحن المطاف للطائفين والمسعى للساعين، ومنع الصلاة فيهما خاصة خلال ليالي رمضان، هل لدى قوة أمن الحرم رؤية لإفساح هذه المواقع المقدسة أمام المعتمرين ومنع الصلاة فيها؟ العقيد يحيى الزهراني: ما يتعلق بهذا الجانب، فإن قيادة أمن المسجد الحرام تعد الخطط، وهناك رجال أمن في صحن المطاف والمسعى لمنع الصلاة في مواقع الكثافات، وما يتم رصده من سلبيات يتم معالجته فورا بعد عقد اجتماع يومي لقيادات أمن المسجد الحرام، ونحن نسعى إلى منع الصلاة سواء في صحن المطاف أو المسعى، ولكن في بعض الأحيان تجد الساعين وخاصة في الأدوار العلوية أن عددهم قليل جدا، ويتم في هذه الحالة السماح للمصلين بعد عمل (كردون) بشري للفصل بين الساعين والمصلين، إذ إن المسعى مقسم إلى ثلاثة أقسام تتولى كل فرقة السماح للمصلين والمنع في حالة كثافة الساعين. • بوابات المسجد الحرام ومنافذ الدخول إليه متعددة سواء الرابطة بالأدوار العلوية والسطح أو البوابات المؤدية من وإلى الساحات والمسجد الحرام، ما هي الركائز الأساسية في تحقيق أمن هذه البوابات؟ المقدم فواز الصحفي: بالنسبة لخطة الأبواب هناك تنسيق بين قوة أمن الحرم والقوات المشاركة معنا في حفظ أمن الساحات المتمثلة في قوات الطوارئ والقوات الخاصة لأمن الحج والعمرة والإدارة العامة للتدريب التي تتولى مهام إدارة الحشود وتنظيم الدخول والخروج من بوابات الحرم المكي، أيضا الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام تشارك معنا، والفترة ما قبل الصلوات نعتمد السماح من جميع أبواب المسجد الحرام الدور الأرضي حتى يمتلئ، ثم بعد ذلك الدور الأول، ثم السطح، وإذا امتلأت جميع الأدوار يتم التحويل عن طريق الأبواب بالارتباط مع غرفة العمليات وما تصدره من رسائل عبر اللوحات الإرشادية وأجهزة اللاسلكي، وتحويل عملية حركة المعتمرين إلى الساحات الخارجية، وأثناء الخروج بعد انتهاء الصلاة نبدأ تطبيق خطة الخروج وتفريغ المسجد الحرام، إذ يتم تحويل السلالم الكهربائية من وضع الصعود لتصبح جميعها في وضع النزول، كما يتم منع الدخول وتصبح جميع البوابات في وضع الخروج لمدة 30 دقيقة، وإذا انخفضت الكثافة يسمح للكتل البشرية خارج بوابات المسجد الحرام بالدخول، وبهذه الخطوات استطعنا المحافظة على انسيابية الحركة ما بين الدخول والخروج. • كيف يتم التعامل مع عشرات الجنائز التي تصل إلى المسجد الحرام يوميا؟ العقيد فواز الصحفى: خلال التفتيش على هذه الجنائز نحرص على مراعاة نفسية أقارب المتوفى، إذ يتم التفتيش بطريقة منظمة وبالملاحظة والتأكد من الأوراق الثبوتية، إذ لا بد من أن يكون هناك بلاغ من المستشفى، إضافة إلى التقرير الطبي وشهادة الوفاة وصورة من إشعار المقبرة التي يتم الدفن فيها، كما أن هناك تنسيقا بين مغاسل الأموات الخيرية وقسم حراسات أبواب الحرم، كما أننا نتأكد من الموجود داخل الجنازة التي يراد الصلاة عليها في المسجد الحرام، وخصص باب الصفا فقط للسماح من خلاله بدخول الجنائز، إذ يتولى فريق أمني تدوين بيانات المتوفين والمرافقين لهم واستلام الوثائق التي تؤكد الوفاة وهوية المتوفى. • هناك دراسة أعدها قائد قوة الحرم السابق جاسر العساف، ذهب فيها إلى القول بأن أبواب المسجد الحرام لا تتناسب مع الكتل البشرية، هل لديكم رؤية معينة لفتح المزيد من الأبواب بهدف تخفيف الكثافات على الأبواب الحالية؟ العقيد يحيى الزهراني: قوة أمن الحرم جهة تنفيذية، لكننا في المقابل نرفع الرؤى والأطروحات لجميع الإشكاليات والسلبيات التي تواجهنا لجهات الاختصاص، وهناك دراسة لأبواب المسجد الحرام لكنها لازالت في طور الإعداد، حتى يكون هناك خطط لأعوام مقبلة لأمد بعيد.. • في توسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام، هل طالبتم الشركة المنفذة بمعايير محددة في التنفيذ؟ طبعا، ما هو مطبق في الحرم موجود حاليا من كاميرات ومكاتب ومداخل، وطالبنا بربط بين الحرم القديم والحرم الجديد بعد التوسعة، واطلعنا على التنفيذ الذي يسير وفق المواصفات المطلوبة، وما يسعى إليه ولاة الأمر، كون الحرم يحظى باهتمام الدولة والقيادة الرشيدة.