تعتبر قرية الصفاصيف أحد أحياء محافظة القنفذة من الناحية الشمالية الشرقية، كونها لا تبتعد عن المحافظة أكثر من800 متر، إلا أن هذه القرية تفتقر لأبسط مقومات الحياة من توفر شبكة لمياه الشرب، وسفلتة الطرق، والإنارة والترصيف، فضلا عن مشاريع إزالة الرمال من وسط الشوارع. إبراهيم محمد سنوي من أهالي القرية الذي كان يحاول حمل أحد «الجراكل» لجلب المياه إلى منزله، يقول رغم قربنا من القنفذة، إلا أننا في غياب تام عن الخدمات الأساسية، حتى أصبحنا نشعر وكأننا نعيش في عزلة عن مشاريع التنمية التي تشهدها كافة القرى، فمحطة التحلية في المحافظة تنتج كميات كبيرة من المياه المحلاة تفوق الطلب, إلا أن المياه المحلاة لا تصل إلى قرية الصفاصف بالرغم من قرب القرية من المحافظة، ولا نبتعد عن الخزان المغذي للقنفذة سوى ب 3 كيلو مترات، في حين وفر فرع وزارة المياه في المحافظة صهريج سقيا بواقع رد في الشهر لكل شخص، إلا أن المتعهد يكتفي بتوصيل المياه لأشخاص بعينهم، حتى أصبح الماء في ظل إرتفاع أسعار «الوايتات» مكلفة ومجهدة على الكثير من الأسر. ما يحز في النفس أنه على الرغم من قرب قرية الصفاصيف من القنفذة، إلا أنها بعيدة عن الخدمات الأساسية كما يقول أحمد الصفصافي والمتمثلة في عدم تخطيط الشوارع، وعشوائية المباني، والظلام الذي يخيم على القرية مساء، مطالبا بلدية القنفذة بسفلتة الشوارع وإنارتها باعتبارها المدخل الشمالي للمدينة، فيما مدت بلدية المظيلف الأعمدة والإنارة على طول الطرق المؤدية إلى القرى التابعة لها. وطالب حسين عبد الله إزالة الرمال الزاحفة التي تغطي المنازل مع مطلع كل فصل صيف، ويصعب الوصول إلى المنازل، حيث يتكبد المواطنون دفع مبالغ كبيرة لاستجار معدات وعمال لإزالة الرمال من داخل وحول منازلهم. وفي حين أنجزت الزراعة مشروعا للتشجير، إلا أن هذا المشروع مات في مهده ولم ير النور، وماتت أشجاره في ظل عدم المتابعة والاهتمام وهي غرس صغير. وأضاف العم حسين، أن بعض أصحاب «الشيولات» يستغلون حاجة المتضرر لإزالة الرمال، حيث يتقاضون مبالغ طائلة تصل إلى أكثر من ستة آلاف ريال، مطالبا البلدية بالإضطلاع بهذه المهمة وإزالة الرمال الزاحفة عن منازلهم. فيما طالب محمد الصفصافي الاهتمام بالنظافة ووضع حاويات للنفايات بجوار المنازل، ورفع جميع المخلفات من داخل شوارع وأزقة القرية، والاهتمام بتنظيم المباني للحد من العشوائية التي أصبحت تنمو مع التوسع السكاني في القرية. وعلى ذلك علق رئيس لجنة التعديات في محافظة القنفذة مصلح الراشدي بقوله، نحن لا نزيل العشوائيات ولكن نخاطب الجهات المختصة لإزالة التعديات. فيما أوضح مصدر في بلدية القنفذة، أن مدخل قرية الصفاصيف يعتبر المدخل الشمالي لمخطط الخدمات الحكومية الذي أعتمد أخيرا في محافظة القنفذة، وتسلمت عددا من الإدارات الحكومية مواقعها، كالبلدية التي انشأت فيه مبناها الجديد، على أمل توسعة الطريق المؤدي إلى القرية ورصفه وتشجيره وإنارته. ومن جانبه، أكد مدير فرع المياه في محافظة القنفذة المهندس نايف الشهري، أن قرية الصفاصيف تحظى بمشروع سقيا بواقع رد في الشهر لكل شخص، وعلى من لم يحظ بنصيبه من الماء، رفع شكوى لقسم المياه في القنفذة لبحث الأسباب، والتحقيق مع المتعهد حول أسباب التقصير. وأشار من جانبه، مدير فرع وزارة الزراعة في القنفذة محرق صديق الخالدي إلى تجربة المشروع الجاف (مشروع التشجير في قرية الصفاصيف)، وقال إن للتجربة إيجابياتها وسلبياتها، إلا أن سلبياتها أكثر من إيجابياتها، ولهذا توقف المشروع وتم استبداله بمشروع تشجير ثابت عن طريق الري، بواسطة أنابيت الرش، وتم رفعه إلى الوزارة، وما زلنا في انتظار الموافقة على تنفيذه.