عزا عدد من الاقتصاديين فشل عدد كبير من المشروعات الصغيرة في المملكة نتيجة إلى الإدارة الضعيفة ونقص الخبرة السوقية، مؤكدين أن الإهمال والقصور في المبيعات وزيادة المصروفات والبيع الآجل والمنافسة الشرسة والتعرض للاحتيال أهم الأسباب التي دفعت الكثيرين إلى مغادرة السوق والإصابة بالإحباط المبكر. يقول الاقتصادي ورجل الأعمال محمد العبد الله العنقري: للأسف الشديد نرى إغلاق مشروع صغير بعد مرور فترة قصيرة من بداياته وعدم الاستمرارية، وعزا هذا الموضوع إلى عدم دراسة المشروع بشكل فعال من مختلف المجالات الفنية والاقتصادية والسوقية لصاحب المشروع، مشيرا إلى أن هناك اهتمام كبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين في الآونه الأخيرة بالمنشآت الصغيرة وجهات حكومية متعددة تمول هذه المشروعات وفق إجراءات معينة. وحول التخطيط المسبق لإقامة أي مشروع.. قال العنقري: التخطيط أمر مطلوب ومهم لإنجاح أي مشروع، ولكن التمسك بالخطط حتى لو تطلبت الظروف تغييرها، هو أحد أهم أسباب فشل المشاريع، فالظروف قد تتغير خلال العمل بالمشروع، أو قد تكتشف أمور لم تتوقعها قبل البدء، لذلك يجب أن يكون لديك القدرة على التكيف مع الظروف وتغيير الخطط بناء عليها. ومن حسن الحظ أن تغيير الخطط في المشاريع التقنية أقل تكلفة من الأنواع الأخرى من المشاريع. واختتم حديثة بقوله على أهمية نشر ثقافة العمل الحر بين الشباب والشابات في سوق العمل وتأهيلهم على إنشاء مشروعاتهم الصغيرة بما يحد من نسبة البطالة. ويشير المهندس سليم الحربي عضو مجلس إدارة غرفة جدة، أن المنشآت الصغيرة تحتاج إلى تمويل لمشروعاتها في بداية الطريق، مما يحتم على البنوك التجارية مساندة هذه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ونجد في المقابل أن البنوك تريد أن تحفظ حقوقها المالية، داعيا البنوك التجارية والمؤسسات المالية والتمويلية دعم هذه الأعمال وتسهيل الأجراءات التمويلية لهذه الشريحة لتساهم في تنمية الاقتصاد الوطني والانطلاقة نحو آفاق أرحب. وشدد المهندس سليم الحربي على ضرورة التخصص.. فقال: لكل منا طاقة محدودة، وعدد محدود من الساعات في يومه، من الصعب جدا أن تعمل على مشاريع عدة وتنهيها جميعا بشكل متقن وبالوقت المحدد، ركز على مشروع واحد، حتى تستطيع أن تنتهي منه بأسرع وقت، وبأكبر قدر من الإتقان، وبعدها يمكن الانتقال للمشروع الثاني أو الثالث استنفذ طاقتك على مشروع واحد، بدلا من تشتيت جهدك وتركيزك على عدة مشاريع. ويحدد الدكتور محمد أبو الجدائل (15) سؤالا رئيسا لنجاح أي مشروع صغير، وطالب الشباب بعدم ارتكاب نفس الأخطاء التي ارتكبها من سبقوه في هذا المجال من الأعمال، وعليهم إيجاد شريك يتمتع بمهارات مكملة له أو بإيجاد ناصح أمين متمرس في هدا المجال من الأعمال، وكذلك مطالعة كل شيء متعلق بمجال عمله تقع عليه يديه. وقال: قبل البدء في مشروعك الجيد، عليك أن تجيب على بعض الأسئلة بنعم أو لا وهي كالتالي: هل تعلم أن امتلاك لمنشأة صغيرة سوف يجعلك تعمل ما يقارب ال16 ساعة يوميا وربما أيام الإجازات؟ هل في استطاعتك تحمل انخفاض مستوى معيشتك مؤقتا لحين تشغيل المشروع؟ هل لدى عائلتك قوة الاحتمال للوقوف بجانيك؟ هل لديك الاستعداد لتعرض مدخراتك للخسارة؟ هل تعرف ما هي المهارات الأساسية التي يتطلبها العمل لكي تنجح؟ إذا استأجرت مساعدين لك هل تستطيع التعرف على خبراتهم التي تلائم العمل المطلوب؟ وتابع: هناك أسئلة أخرى أيضا لابد من الإجابة عليها: هل تعرف من هم عملاؤك ؟ هل تعرف احتياجاتهم ورغباتهم ؟ هل تعرف أين يقيمون؟ هل أنت متأكد من أن منتجاتك أو خدماتك سوف يشتريها هؤلاء العملاء؟ هل أسعارك منافسة من حيث الجودة والسعر؟ هل برنامج الإعلام والترويج لمنتجاتك كافيا؟ هل تعلم ما هي مميزات منتجاتك أو خدماتك بالنسبة لما هو موجود لدي منافسيك؟ هل موقع المنشأة في وسط تجمع العملاء؟ هل هناك تسهيلات بالواقع تساعد علي جذب العملاء؟ وسرد أبو الجدائل تفاصيل مهمة لنجاح أي مشروع فقال: من الصعب جدا أن تتمكن من إنهاء أي مشروع بمفردك، ومن الصعب أكثر أن تنهي مشروعا متقنا بشكل منفرد. وأضاف ناصحا للشباب: أحرص على اختيار منتج أو خدمة تحتاجها شخصيا، فمواردك في الغالب ستكون محدودة، ولن تتمكن من إيجاد مختصين أو استشاريين في مجال خدمتك أو منتجك، لذلك فإن احتياجك للمنتج شخصيا سيجعلك أقدر على تقييمه والتأكد من قابليته للاستخدام وسهولة التعامل معه. وعن التفكير في المال.. قال: هذه النقطة تتعلق بشكل أكبر بالأعمال المرتبطة بخدمات الويب، فالتكلفة المنخفضة لكل مستخدم إضافي يستخدم منتجك والتي تقترب من الصفر، بسبب انخفاض تكلفة (الباندودث) وسعات التخزين، تجعل الأولوية لبناء منتج يجذب المستخدمين ويقدم لهم قيمة واضحة، وذلك قبل التفكير بكيفية الحصول على المال، فاعتماد الناس على منتجك هو أهم نجاح عند إطلاقك للمنتج، لذلك.. فكر دائما بكيفية بناء منتج أو خدمة تجعل حياة الناس أفضل، بتسهيلها أو جعلها أكثر متعة أو جعل الناس أكثر إنتاجية.