عندما ذهبت لإدارة الأحوال المدنية لتجديد بطاقة الأحوال كنت قد أخذت موعدا عبر الموقع الإلكتروني، وحملت معي كل ما طلبوه، بل زدت بأن حملت فواتير كهرباء وصكوكا، وإثبات سيرة وسلوك خوفا من الطلبات القديمة التي ما زالت في ذهني من تاريخ الإدارة الروتينية القديم المتعب. وقفت أمام الموظف فأحالني خلال أقل من دقيقة للتصوير ولم يكن قبلي غير رجل واحد دخلت وبصمت البصمة المطلوبة وأعطوني موعدا لاستلام البطاقة فنظرت للساعة كان الأمر استغرقني أقل من أربع دقائق، وكنت من أكثر الذين كتبوا عن روتين هذا الجهاز الغابر، لكني احتفل اليوم بأني غيرت رأيي وجئت لأمتدح العمل المتقن الصحيح السريع، حيث لحقت هذه الإدارة على ما يبدو بركب التقدم التقني، وبقيت إدارات لم تقتنع بعد بنظم الربط الإلكتروني التي تؤدي لسرعة الإنجاز، والتخفيف على الناس. من هنا أصل إلى عنواني الذي هو الشك في كل إدارة، أو مسؤول يرفض، أو يخلق العراقيل للإدارة التقنية في الحكومة، ويبتدع الأعذار لتأجيل ما هو متاح من تقنية العصر بحجج واهية، أقول أشك، ونشكك بالهدف من تمسك بعض المسؤولين بأساليب التخلف القديمة، وتأخير أمور الناس لغرض لا يعلمه إلا هؤلاء المسؤولون المقصرون عن اللحاق بالعصر، وتقديم الخدمات عبر ما يسهلها من تقنيات العصر، مثلما يفعل القطاع الخاص، وتفعل نسبة كبيرة من دوائر الحكومة الآن، ولا ننسى أننا أكثر بلد لديه الشباب الملم بالتقنية والدارس لها، فمثل هؤلاء المديرين العاجزين يجب أن يحالوا للتقاعد حتى وإن كانوا شبابا وأن يقوم مبدأ التوظيف الإداري على قدرة الموظف والموظفة على التعاملات التقنية وإصلاحها، وتعطى الفرص لشباب جدد يريدون أن يثبتوا ذاتهم وأسلوبهم في الحياة السريعة. أول شيء سنجنيه من التعاملات الإلكترونية غير اختصار الوقت وتسريع المعاملات أننا نستطيع بواسطة الجهاز نفسه تلمس مواطن الخلل، ومعرفة الأداء لكل موظف فلا يتحمل المجتهد عيب المقصر، وهنا يأتي المراجع ليخلص معاملته بالدقائق، وليس بالساعات والأيام. العاجزون عن ممارسة الإدارة بالطرق الحديثة يمكن وضعهم كمستشارين للإدارات في حال عدم الرغبة في الاستغناء عنهم، خصوصا أولئك الذين يتطلب عملهم وجودهم ولكن يجب أن يرأسهم شباب قادر على العطاء بالأساليب الحديثة. رويت حادثة ذهابي للأحوال المدنية وهي قصة كل مواطن تعامل معهم، أو مع الجوازات، أو أية جهة تنهي معاملاتها بالتعاملات الإلكترونية السريعة المرتبطة باتصالات المواطن نفسه، لقد انتهى عهد الدمغة. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة