دعا مستشار في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة الإرشاد، إلى حزمة توصيات لتأمين الحياة الأسرية من العنف والخلافات التي تعصف بالشريكين وتدمر الحياة الزوجية. وطالب المستشار في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور وليد السعدون، بتدشين محاكم أسرية وإلزام المقبلين على الزواج لفحوصات الصحة النفسية تلافيا لأي مشكلات أو عنف أسري مستقبلا، ولتكون بمثابة حلول وقوانين لتقليص ظاهرة العنف الأسري التي انتشرت في المجتمع السعودي بشكل لافت، كما دعا إلى إيجاد مركز مشترك للتعامل مع حالات الإيذاء الجسدي لطالبات والطلاب مرتبط بشبكة بين المدارس والمستشفيات والجهات الأمنية، وأن يجري توظيف نساء في مراكز الشرطة للتعامل مع الحالات النسائية، خصوصا وأن الكثير من السعوديات يجهلن بعض القوانين وينتابهن شعور بالخوف من الشرطة، ويترددن في التبليغ عن ما يتعرضن له من عنف، كما أن الجهات الأمنية تحتاج إلى تطوير بكيفية التعامل مع مثل هذه الحالات في سرية تامة. وكشفت دراسة أجراها السعدون عن الجهود الدعوية الواقية من العنف الأسري، أن أكثر السمات المتحققة في ضحايا العنف الأسري تتمثل في جهلهم بحقوقهم وواجباتهم الأسرية ويليها جهلهم بحكم العنف الأسري وآثاره الخطيرة، وجاء في المرتبة الثالثة جهلهم بمفهوم العنف الأسري، وبينت الدراسة أن عائق قلة عدد الدعاة والمحتسبين المؤهلين في مجال الوقاية من العنف الأسري، من أبرز المعوقات التي تعترض الجهود الدعوية في مجال الوقاية من العنف الأسري وندرة الدورات التدريبية في مجال الوقاية من العنف الأسري، وأكدت الدراسة أن غالبية المبحوثين من الدعاة والمحتسبين لم يلتحقوا بدورات متخصصة في مجال الوقاية من العنف الأسري، وأن الغالبية العظمى من الدعاة من الذكور وهذا يتطابق مع الواقع الفعلي للنساء المعينات على وظائف داعيات وتمثل نسبتهن 10 في المائة من إجمالي وظائف الدعاة. وكشفت الدراسة أن زيادة المشكلات الاجتماعية سببها تداخل المجتمعات. كما أوضحت الدراسة أن الإبحاث الصادرة عن جهاز مكافحة الجريمة في وزارة الداخلية حول ظاهرة إيذاء الأطفال في المجتمع السعودي، أشارت إلى أن 45 في المائة من الأطفال يتعرضون لصورة من صور الإيذاء في حياتهم اليومية، وأوصى السعدون بتكثيف الجهود الدعوية والاستفادة من المسجد في الوقاية من العنف، ودعا إلى إنشاء لجنة وطنية عليا للوقاية من العنف الأسري تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية، يكون من مهامها إنشاء قاعدة معلومات مركزية ووطنية لجمع ورصد الإحصاءات والمعلومات والبيانات المتعلقة بجريمة العنف الأسري، موضحا أن العنف اللفظي يعد الأكثر شيوعا، وأن مدينة الرياض تصدرت معدلات انتشار العنف الأسري في المملكة، فيما احتلت المنطقة الشمالية أقل معدلات العنف الأسري بنسبة 2 في المائة.