لم يجد بعض المحتاجين من القاطنين في الجبال التي تحيط بالطريق الدائري في منطقة مكةالمكرمة حلا لكي تصل إليهم المعونات المقدمة من أهل الخير التي تكون غالبا مكونة من التمور والألبان وبعض أنواع الخبز سوى الانتظار على قارعة الطريق الدائري الموصل بين مكةوجدة. أم سليمان (برماوية الجنسية،50 عاما)، تقول إنها تتوجه إلى الطريق العام لكي تجد ما يسد جوعها وأبناءها اليتامى، فأهل الخير لا يستطيعون الوصول إلى منازلها نظرا لوجودها فوق قمم الجبال، وتنتظر هناك من وقت الظهيرة إلى قبل أذان المغرب. أما آدم محمد، وهو نيجيري الجنسية، فأشار إلى أنه اتجه إلى هناك لوجود الكثير من أهل الخير ولعدم قدرتهم المالية على توفير الطعام لأبنائهم، ولا يملك سوى سيارة وانيت يعمل عليها من ساعات الصباح الأولى في التحميل من أجل توفير سداد إيجار المنزل. وعلى قارعة الطريق كانت هناك عائلة مكونة من ثلاث شقيقات ووالدتهن ينتظرن أهل الخير تحت لهيب أشعة الشمس الحارقة منذ الساعات الأولى من ظهيرة كل يوم إلى أذان المغرب، ليعدن بعدها إلى منزلهن بما جاد به أهل العطاء. أحد الذين يوزعون الألبان والتمور على المنتظرين في الطريق (فضل عدم ذكر اسمه) قال «معظم القاطنين في أعالي الجبال في منطقة مكة يكونون غالبا من جنسيات أفريقية ومن القارة الهندية، ولا يستطيعون شراء بعض الحاجيات لظروفهم المادية، ولعدم قرب مساكنهم من الطرق النافذة التي تساعد للوصول إليهم، فيضطرون إلى النزول والانتظار في الطرقات، ما حدا بالكثير من أهل مكة والساعين إلى الخير في شهر رمضان المبارك بتوزيع بعض الأطعمة عليهم». أما حازم المولد فيقول «عند الانتهاء من الدوام أمر على أقرب مخبز لشراء الخبز لتوزيعه على المحتاجين طمعا في الأجر والثواب، لأن بهذا العمل تدخل السعادة على قلوب بعض الأسر المسلمة خلال شهر رمضان المبارك».