يعلن الأمير خالد الفصيل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ غدا أسماء الفائزين بجوائز سوق عكاظ لهذا العام 1432ه في الواحدة والنصف ظهرا في مكتبه في محافظة جدة، بحضور كل من الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم، والأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والآثار، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، ووزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري. وتبلغ سوق عكاظ هذا العام عامها الخامس، حاملة تاريخا عريضا سطره المؤسسون لفنون الشعر والخطابة العرب قبل 14 قرنا، وخبرات متراكمة متنوعة جمعتها في السنوات الأربع الماضية، مقدمة منتجا متنوعا من الأنشطة والبرامج الثقافية والأدبية والتراثية والعلمية، أهلتها لتكون واحدة من أهم الأحداث الثقافية العربية المعاصرة. ذات المسؤول الداعي إلى نهضة فكرية وعلمية تنقل السعودية إلى مصاف العالم الأول، هو ذاته الذي أيقظ سوق عكاظ التاريخية من سباتها الطويل، هكذا أخرج الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة هذه السوق لتكون شعلة مضيئة للثقافة والأدب. يقول الأمير خالد الفيصل عن استعادة سوق عكاظ: «نحتفل بسوق عكاظ العربية الإسلامية التي ابتدأت في عصر الجاهلية، واستمرت في العصر الإسلامي، وها هي اليوم تعود على أيدي العهد السعودي الزاهر برعاية خادم الحرمين الشريفين، بسواعد وبفكر وبإرادة هذا العهد المتنور، لإعادة الثقافة والفكر والإبداع إلى بلد الثقافة والفكر والإبداع، وإلى هذا المجتمع الذي أراد له الله سبحانه وتعالى أن ينهض في العهد السعودي المستنير»، مؤكدا أن «سوق عكاظ هي مشروع القرن». وبعد أن كانت سوق عكاظ في الماضي، كما يصفها الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري: «جامعة مفتوحة لتخريج شعراء جدد مؤثرين في المقام الأول في اللغة العربية ومثرين لآلياتها وأدواتها، تفننوا في استنطاق مكامنها الأدبية، وميدان ضخم لمنافسات شعرية بين أسماء خلدت قصائدها حتى يومنا الحالي، بل أصبحت مرجعا للغة العربية بعد أن باعد التطور المدني بين اللغة العربية وأهلها». عادت هذه السوق لتؤدي دورا مشابها بنمط حضاري مغاير يواكب العصر، بعد أن توسعت في تخريج المبدعين في مجالات أدبية وفنية وعلمية متنوعة، ومنحت أربعة شعراء عرب بردة «شاعر عكاظ» بعد أن فازوا بجائزتها، وهم: السعودي محمد الثبيتي، والمصري محمد التهامي، والسوري عبدالله عيسى سلامة، واللبناني شوقي بزيع. فيما غاب عن انطلاقته الجديدة «جسدا» كل عمالقة الشعر العربي القديم: النابغة الذبياني، والخنساء، وامرؤ القيس، حضرت خيامهم كمضافات لأسماء جديرة بالاحتفاء والتكريم لإبداعها شعريا وفنيا وثقافيا وفكريا. واستعادت سوق عكاظ في انبعاثها الجديد تفاصيل كثيرة من سيرة السوق الأولى، من خلال عروض جادة عكاظ، والتي حظيت بإقبال كبير على متابعتها من الزوار من الأفراد والعائلات، ومن بينها حي عكاظ، حيث أقيمت بيوت الشعر المصنوعة من مواد خاصة وجهزت من الداخل على الطراز العربي، لتحاكي أحياء العرب التي كانت تقام في السوق قديما. وشهدت السوق منذ انطلاقتها أعمال تطوير عديدة، بدأت بتنفيذ أعمال البنية التحتية، كتوفير خدمات المياه والكهرباء والهاتف وأعمال السفلتة وغيرها وبناء الخيام بالفعاليات ومرافق الجادة، وتطورت إلى وضع حجر الأساس لتنفيذ مشروع خيمة سوق عكاظ، التي ستكون أكبر منشأة في السوق. وتقع الخيمة التي تعد أكبر خيمة خرسانية من نوعها في المنطقة على مساحة أربعة آلاف متر مربع، وتصل كلفة إنشائها الإجمالية 36 مليون ريال. ومن المقرر أن تنفذ خلال الفترة المقبلة مشاريع تطويرية أخرى لمصلحة سوق عكاظ، منها مشروع إنشاء طريق يربط بين مطار الطائف والسوق بتكلفة تصل إلى 60 مليون ريال. يمكن القول، إنه بعد مرور السنوات الأربع الماضية فإن مشروع تطوير سوق عكاظ الذي يحظى باهتمام خاص من أمير منطقة مكةالمكرمة، يعكس رؤية تطوير شاملة تهدف في المقام الأولى إلى تنمية الإنسان بالتوازي مع تنمية المكان، من خلال برامج اقتصادية وثقافية حديثة، ومورد اقتصادي واستثماري يحقق التنمية المستدامة لمحافظة الطائف على مدار العام.