جدة هي عروس البحر الأحمر، ومقصد الراغبين في العمرة أو الزيارة، حيث يعبرون منها إلى الحرمين الشريفين ثم يعودون إليها لقضاء ما تيسر لهم من مدة الإجازة وذلك لعدة أسباب منها توفر الفنادق والشقق المفروشة بمختلف مستوياتها ليختار السائح ما يعجبه وتسمح له به إمكاناته المادية، وليس هذا فحسب بل إن في جدة من المطاعم التي سعر الوجبة فيها للفرد بحوالى السبعمائة ريال مثل ما فيها من المطاعم التي لا تزيد سعر الوجبة فيها على عشرة ريالات، بالإضافة إلى توفر محلات الوجبات السريعة بمختلف صنوفها، وبأسعار تختلف باختلاف الموقع ونوعية الطعام ومستوى الخدمة. وفي جدة أيضا من المستشفيات الخاصة التي تتناسب تكاليف العلاج فيها مع إمكانية كل طبقة، وأسواق ومراكز تجارية فيها أحدث الموديلات ومطاعم تقدم لزبائنها أفضل المأكولات. لذا يتجه إليها الناس من مختلف مناطق المملكة ومن دول الخليج وغيرها وبكثرة. الأمر المزعج وحده في جدة هو زحام الشوارع بسبب كثرة سيارات الأجرة التي تلاحق بعضها في التجوال في الأسواق والشوارع، بينما كان من الإمكان توحيدها في شركة واحدة ثم تحديد مواقف لعدد محدود بكل موقف توجهه الشركات بوسائل الاتصال الحديثة لطالب الخدمة من المكان الأقرب له. أما المزعج الآخر والمؤذي الذي يحول الفرحة إلى ترحة بالوصول إلى جدة فهو المتمثل في الحفر التي بلغ عددها كما قرأت في إحدى الصحف 80 ألف حفرة تعرض الناس للحوادث والسيارات للتلف، واقرؤوا إن شئتم ما نشرته «عكاظ» بتاريخ الثلاثاء 4/8/1432ه لقد جاء فيه: يعتزم مواطن وابنه معاقان بصريا رفع دعوى قضائية في المحكمة الإدارية، ضد أمانة جدة لتعرضهما لإصابات متفرقة جراء سقوطهما في إحدى «حفريات» مشروع تصريف مياه الأمطار الذي تعمل على تنفيذه إحدى الشركات الوطنية، بإشراف مباشر من الأمانة في منطقة الحمراء على كورنيش المدينة. وقال سعود العريفي: إنه تعرض وابنه قبل يومين لإصابات وكدمات متفرقة، رغم أنهما قدما من الرياض في زيارة خاصة إلى جدة، وأرادا الاستمتاع بالأجواء التي تعيشها جدة هذه الأيام لاسيما على شاطئها، ولم يتوقعا أن يصادفهما مثل هذا الموقف. وأشار في حديثه ل «عكاظ» إلى أن الحفرة التي وقعا فيها هو وابنه يصل عمقها إلى المتر ونصف المتر تقريبا، وتمتد على مسافة عشرين مترا، وهي لصالح مشروع تصريف مياه الأمطار الذي تعمل على إنشائه إحدى الشركات الوطنية، وأضاف أنه تفاجأ بوجود هذه الحفرة في موقع يرتاده الآلاف من الزوار والسائحين للمدينة، وكان الأحرى بالأمانة أن تعمل على توفير وسائل السلامة في منطقة المشروع.. وهكذا، فالزحام كما يقول المرور هو بسبب مشاريع الأمانة المتعثرة! والحفر هي أيضا من مسؤولية الأمانة التي تركتها لتحول فرح الناس إلى ترح .. ويا أمان الخائقين. فاكس :6671094