أنا شاب أبلغ من العمر 25 عاما، مبتعث للخارج وملتزم بتعاليم الإسلام، أحب العلم والعلماء والدراسة وأنا شخص متفوق في بلادي وحصلت على درجات عالية، ولكني وجدت نفسي لا أملك أي شيء بعد وصولي إلى بلد الابتعاث، وأحيانا أصل إلى درجة من الإحباط تجعلني كثير الشك عندما أجد نفسي لا أتقن المطلوب مني، وثقتي في نفسي تقل عندما أتعرض لموقف أو سؤال في تخصصي أجهل إجابته، وأعاني من صعوبات دراسية وعندها تقل شهيتي للأكل وازداد قلقا، وأصاب بالأرق أحيانا من جراء ذلك، ويظهر هذا على ملامح وجهي وهذا تقريبا المسيطر والسائد، وبالمقابل حين أنجز، وأتفوق تزيد ثقتي في نفسي، وأشعر أن إرادتي تهدم الجبال وتتخطى الصعاب، وأجد نفسي قوي العزيمة ثابت الخطى، وتفكيري منطقي جدا، عندها أفرح كثيرا وأسر عندما التقي شخصا ما، وأشعر بعدم وجود أي مشكلة لدي، وكأنني حزت على كل الدنيا وما فيها، وبصفة عامة أنا إنسان بشوش ومرح واجتماعي، وأحب الاختلاط والكلام العقلاني، والجلوس في المكتبة وحضور المحاضرات العلمية، وأحب اختيار الأصدقاء الجادين مع أن معظم الموجودين من المبتعثين مهملين، فهل أجد لديك الحل لمشكلتي؟ (س. س) ما ينبغي أن تعرفه عن نفسك أنك بحاجة إلى المزيد من الثقة بها، وأنك شاب سبق لك أن حصلت على درجات عالية في دراستك السابقة، وطالما أنك كنت متميزا في الماضي فعليك أن تدرك أنك قادر على التميز في الحاضر والمستقبل، وما ينتابك من شعور بالضيق حين تجهل أمرا ما فلأنك اعتدت أن تكون السباق دوما، مع أن الحياة تظهر لنا أننا يستحيل أن نكون دائما ممن يعرفون كل شيء عن كل شيء، الحياة تؤكد لنا أن ما نجهله فيها أكثر مما نعرفه، وستؤكد لك أن البشر جميعا سيفنون وهم يجهلون أكثر بكثير مما يعرفون، ولو أنك بدأت تدرب نفسك على جملة لا أعرف ثم تذهب للبحث عن الإجابة لسهل عليك تقبل الجهل في بعض الأمور لاسيما أنك من الصنف الدؤوب المثابر، حاول التخلي قليلا عن المثالية التي تسعى إليها والتي تبدو في صورة حرص على معرفة كل شيء، وعندها ستجد نفسك مرتاحا حتى وأنت تجهل بعض الأمور لأنك لست من الصنف الذي يرضى بأن يبقى جاهلا.