منذ بداية زواجنا وزوجي يشاهد الأفلام المخلة، وأنا لا أطيق ذلك، واعتبرها خيانة، حيث إنني لا أقصر في واجباته، ومنذ الخطوبة أفهمته وبينت له أنني إنسانة أعيش وفق مبادئ تجعلني لا أطيق هذه الأشياء، كما أنني لا أطيق ما يفعله بعض الرجال في نسائهم في مجتمعنا هذا. وفي أول مرة فوجئت بأنه يشاهد مثل هذه الأفلام ويحملها من الإنترنت، تفاهمت معه بكل لطف وأخبرته بأن ذلك حرام، وأنني أحبه ولا أحب أن يكون ممن يمارسون هذا السلوك، وأنني أخاف عليه من الحرام، ورد علي بالقول: كلامك صحيح، وبعدها فوجئت بأنه لا يزال يشاهدها ويستغفلني ظنا منه أنني لن أعلم ولن أكتشف ذلك، وفي كل مرة كنت صريحة معه إلى أن تطور الموضوع وأصبحت أغضب جدا، حيث إنه إنسان جاد جدا وغيور جدا، ويطلب مني تغطية الوجه... إلخ، وأهله يصفونه بالإنسان المحترم والملتزم، وهو في نظرهم الشخص الذي لا يلف ولا يدور، وهو من ينصحهم في كل صغيرة وكبيرة، والغريب أنه يستاء حين يظهر في التلفزيون أي مشهد عاطفي ويبدي استياءه من الغربيين ويشتمهم، في الوقت الذي يشاهد هو هذه الأشياء!، بدأت أشعر أنه مجرد شخص مزيف يتظاهر بالاحترام والالتزام وقوة الشخصية والطيبة وفي حقيقته شخص سيىء، وحين أواجهه وأسأله عن سبب سلوكه هذا يقول: «أنا إنسان سيئ أو يقول سبب مشاهدتي لها هو نفس سبب مشاهدة الشباب لهذه الافلام»، وأرد عليه: أنت شخص متزوج وهذا شيء محرم وذنوبه لا تعد ولا تحصى وأنا لا أشعر بأن هناك شيئا ينقصني يدفعك إلى أن تشاهد هذه الأشياء، وفي كل مرة أطلب استخدام كومبيوتره يغضب ويكذب ويدعي أن في الجهاز عطلا وكل ذلك حتى لا أرى ما تم تخزينه على الكومبيوتر من مقاطع إباحية، وحين سألت بعض العلماء عن موقف الزوجة في مثل حالتي وجدت كثيرين منهم يبيحون هجر الزوجة لزوجها في هذه الحالة، علما بأنني صرت لا أطيق رؤيته ولا أتخيل إقامة أي علاقة معه، وأشعر بالاشمئزاز منه، مع أنني لطالما أوضحت له أن سلوكه هذا سوف يحطم حياتنا الزوجية، ولكنه لا يعتذر ولا يهمه غضبي، بل يتركني إلى أن أعود أنا وأرضى وأنا الآن في بيت أهلي ولا أريد العودة له إلا بشروط فما هو العمل برأيك؟ (س. ك) موضوع مشاهدة هذه الأفلام لدى الرجال رغم التأكيد على تحريمه إلا أنه يحتاج لوقفة لفهم الأسباب النفسية التي تدفع بعض الرجال إلى مشاهدتها، مع التأكيد على أنها سبب للكثير من المشاكل بين الزوجات وأزواجهن، وما تحتاج المرأة إلى فهمه عن طبيعة زوجها أن الرجل بصفة عامة يختلف في كثير من الوجوه عن المرأة، وأن كلا منهما له خصائص نفسية وجنسية مختلفة تماما عن الآخر، ومعظم الأخطاء التي يقع فيها الطرفان تدور حول معاملة الرجل زوجته باعتبارها نسخة طبق الأصل منه كذكر، وهي تعامل زوجها باعتباره نسخة طبق الأصل منها كأنثى، والحقيقة أنهما مختلفان اختلافا جذريا في الكثير من الصفات كما أسلفنا، ومن أبرز الاختلافات تلك المتعلقة بالجانب الجنسي، فالرجل أشبه ما يكون بكومة قش تشتعل بمجرد وصول عود الثقاب لها، وخلال ثوان معدودة يمكن أن تصل ألسنة اللهب إلى ارتفاعات كبيرة ثم إذا انتهى حريق القش لم يبق منه إلا الرماد، وهذا هو حال الرجل عند إثارته جنسيا، فهو يستثار بسرعة سواء شم رائحة عطر الأنثى، أو رأى من جسدها جزءا يسيرا، أو سمع صوتها وفيه شيء من الدلع، وكأن كل هذه المثيرات بمثابة عود الثقاب، فإن هو دخل في الاستثارة الجنسية صار كالنار التي يستعر أوارها، وتخطئ المرأة التي ترى ذلك في زوجها وتتجاهله، وتكرار هذا التجاهل يزيد من غضبه عليها، وكثيرون هم الرجال الذين إن حرموا من ممارسة العلاقة الحميمة مع الزوجة وهم على هذه الحال، يوجهون قدرا من الغضب والعدوان عليها نراه في مشاجرات على أمور تافهة لا معنى لها، وفي حقيقة الأمر تكون بمثابة القشة التي تقصم ظهر البعير، ثم نجد في الرجل ما يشبه حريق القش في خاتمة الإثارة، حيث إن الرجل بعد انتهاء ممارسته للعلاقة الحميمة يتحول إلى رماد لا قدرة له على القيام بأي عمل حتى العلاقة التي كان قبل قليل في نار ثورته من أجلها نجده قد انطفأ وتحول إلى رماد، والمرأة على عكسه في كثير من هذه النواحي، والمشكلة التي تواجه الكثير من الزوجات تكمن في أنهن ينظرن لمشاهدة الزوج للصور أو الأفلام الإباحية على أنها خيانة، وفيما يراها الممارسون لها وسائل للإثارة وتزداد الأمور تعقيدا، أو كما يقولون يزداد الطين بلة إن رسخ في ذهن الزوجة أن زوجها يحتقر تفكيرها حين يقدم من المبررات ما يشير إلى عدم احترامه لفهمها وإدراكها من خلال تقديمه لمبررات سخيفة مبتذلة تزيد من تعقيد العلاقة بينه وبين زوجته ويدفعها في مثل هذه الحالة إلى المزيد من الثورة عليه وعلى السلوك الذي يمارسه، ويزداد الأمر تعقيدا لو أنه طلب منها مشاركته في المشاهدة، أو دفعه لها لممارسة بعض أنواع السلوك الذي تمارسه المرأة في الفيلم الذي يشاهده، عندها تجد الزوجة نفسها في وضع يقلل من احترامها لنفسها ويزيد من شعورها بأنه يحتقرها، وكثير من الأزواج لا يعرفون الدافع الحقيقي لمشاهدتهم لهذه الأفلام، وحين يعرفون الدافع قد لا يحسنون التعبير عن هذا الدافع، لذا فإن الخلافات بين الزوجين تحتدم كثيرا، وتزيد هذه الممارسات الخاطئة وغير المقبولة التي تراها الزوجة من النساء في هذه الأفلام الشعور بالاشمئزاز لديها، وبالتالي يزيد الاشمئزاز من الزوج الذي يصر على مشاهدتها، ولاشك أن مثل هذا السلوك يصبح منفرا أكثر حين يصدر عن رجل عليه سمة التدين، فيبدو عندها التناقص بين أقواله وأفعاله، مما يقلل بالتالي من قدره وقيمته في نظر زوجته، وينعكس هذا على هيئة تمرد عليه واحتقار له، ولا ينبغي إطلاقا أن ننسى أن الزوجة التي تجتهد في إرضاء زوجها في الفراش ستبدو أكثر استياء حين يضعها زوجها في دائرة المقارنة مع المومسات اللواتي يمثلن هذه الأفلام أو يطلب منها ممارسة ما يفعلنه من أنماط سلوك مقززة بالنسبة لها، وربما كانت مشاهدته لهذه الأفلام سببا لشعورها بأنها لا تعجبه كزوجة، وإنما ما يعجبه هو هذا النمط من النساء الساقطات اللواتي يسمحن لأنفسهن بممارسة مثل هذه العلاقة أمام كاميرات المصورين، ولا شك أن لمثل هذه المفاهيم التي تصل إليها الزوجة تأثيرا سيئا جدا على قدسية هذه العلاقة وتحويلها في نظر الزوجة إلى علاقة مبتذلة رخيصة قميئة، وتحويل الزوج ذاته إلى رجل رخيص يتراجع احترام زوجته له، مثل هذه المفاهيم وما يترتب عليها من تصورات يزداد تشكيلها في نفس المرأة المتدينة أكثر من غيرها لاسيما أنها تنظر لزوجها إن كان متدينا نظرة تقدير وإجلال كبيرين، فإن هي رأت الوجه المناقض الذي نشير إليه فإنها عندئذ ستقع في تناقض بين حبها واحترامها وتقديرها له وبين استنكارها واستهجانها لسلوكه، وسيتكون لديها بالتالي قدر كبير من الصراع الذي قد تحله زوجة بهجر زوجها، وأخرى بنقاشه ومحاولة ثنيه عن هذا السلوك، وثالثة بمحاولة إغرائه وتقليد ما يفعلنه هؤلاء النسوة، ورابعة بانحرافها والنظر إليه باعتباره ليس الرجل الذي تريده وتبدأ بالبحث عن نوع من الرجال كأولئك الذين تراهم في الأفلام مع زوجها، وفي معظم الحالات تؤدي مثل هذه الأفلام إلى الكثير من المشكلات بين الأزواج والزوجات بغض النظر عن درجة تدينهم، وعلى العموم فإن هذه الأفلام التي تثير الرجال جنسيا تولد لدى النساء قدرا كبيرا من الغضب على الرجال الذين يرغبون في مشاهدتها، فهي بمثابة رسالة تقول للزوجة أنت لست المرأة التي تثيرني أو ترضيني، وهذا بدوره يولد لدى الزوجة ضعفا في ثقتها بنفسها، وبأنها أقل من هؤلاء المومسات، وقد ينعكس ذلك على نظرتها للعلاقة الجنسية مع زوجها بصفة عامة، وما يحتاجه الأزواج هو هذه المراجعة للآثار النفسية المترتبة على هذه المشاهدة على زوجاتهم، وهي بلا شك آثار سلبية تختلف درجتها من زوجة لأخرى ويبقى القاسم المشترك بين معظم النساء هو هذا الاستياء الكبير من الزوج ومن سلوكه الذي ينظر إليه على أنه شاذ وغير مقبول، والسؤال المهم هنا: هل يرضى هؤلاء الرجال أن تقوم زوجة كل منهم بمشاهدة هذه الأفلام أم أنه عندها سينتابه شعور مشابه لشعورها، وستدب في نفسه الغيرة وسيشعر بتفاهته لأنه لم يعد الرجل الذي يعجب زوجته، لذا فهي تبحث عن غيره في هذه الأفلام؟.