دعا إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة أمس، البلدان العربية التي تشهد احتجاجات شعبية الى ووقف القمع وتنفيذ مبادرة قيادة المملكة في نزع فتيل قتل الأبرياء والشعب الأعزل، فيما أكد إمام وخطيب المسجد النبوي أمس، أن ما حدث في المنطقة الشرقية من أحداث شغب هو «فتنة خاسرة» أطفأها رجال الأمن بسرعة. وقال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس، إن العالم يحدوه الأمل لما يجري في بعض البلدان العربية من قمع للشعوب، خصوصاً في الدِّيار المباركة، داعياً في الوقت نفسه إلى استئناف تنفيذ مبادرة قيادة هذه البلاد الحكيمة في حقن دماء المسلمين، ونَزْع فتيل القمع والتَّقتِيل، للأبرياء المضطهدين، والعُزَّل المَقْهورين، لِمَا لَهَا - بفضل الله - مِنَ الثّقل السِّيَاسِي، والتقدير الدّولي العالمي. وقال الشيخ السديس في خطبة الجمعة في مكةالمكرمة أمس: «إن السبيل الوحيد لانْتِشال أمَّتِنا الإسلامية مِنْ براثن الازْدِوَاجِيَّةِ والانْفِصَام هو إحْكام التوافُق والانْسِجَام بين الفِعَال والأقوال، وبِنَاء الشَّخْصِية القُدْوَة الحسنة التي سِرُّهَا كجَهْرِها»، مبيناً أن من شأن ذلك أن تستعيد الأمة سالف عزها ومجدها. وفي المدينةالمنورة، أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي، أن من أعظم النعم نعمة العقل الذي يميز به الإنسان بين الحق والباطل وبين الخير والشر، ويميز بهذا العقل بين النافع والضار، معتبراً أن العقل غريزة ونور وقوة أودعه الله بدن الإنسان، يدرك به الصلاح من الفساد ويدرك به المعلومات الصحيحة النافعة والمعلومات الخاطئة، ويفرق به بين الذوات ويناط به التكليف الذي يترتب عليه الثواب والعقاب، والعقل مقره القلب كما دل على ذلك الكتاب والسنة قال تعالى: (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب). وقال الحذيفي إن العقل وإن كان مقره القلب فله تعلق واتصال بالدماغ وثيق يتصرف فيه ومن مدارك الإنسان وأسباب معرفته وعلمه السمع والبصر والعقل، وأنه ما من أحد ركب الله فيه العقل إلا يعرف الحق والباطل إذا بين له، وما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً وبين له دين الإسلام إلا استجاب له وانقاد بحب ورغبة وانشراح، صدر وعلم بعقله أنه الحق ومن لم يستجب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أعرض عن بينة وعناد واستكبار أو أعرض عن تقليد للخبراء وتمسك بموروثات العادات الضالة قال الله تعالى: (يوم تقلب وجوههم في النار يقولون ياليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلا ربنا آئتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا)». وتابع: «إن أعداء الحق جعلوا بين عقول الناس وبين الكتاب والسنة سدوداً وموانع لئلا يهتدي الناس بالكتاب والسنة، ومهما صدوا عن سبيل الله فالله غالب على أمره ومهما أقاموا من الموانع عن الحق وزينوا من الباطل فحجة الله قائمة». وقال: «إن مما يتصل بما نحن فيه من الانتفاع بالعقل وتحكيمه بتجرد في الأمور ما وقع في هذا الأسبوع من فتنة في قرية من قرى شرق المملكة قام بها شباب مغرر بهم استخدموا في هذه الفتنة دراجات نارية وقنابل، وقاموا بإثارة شغب وفوضى روعت المواطنين الذين في تلك القرية، فقام رجال الأمن المجاهدون في سبيل الله المرابطون لنصرة الإسلام المتصدون لفتنة كل مجرم مفسد يريد أن ينشر الفوضى ويمس أمن المواطنين والمقيمين، بإطفاء تلك الفتنة الخاسرة الخائبة وأصيب بعض رجال الأمن شفاهم الله من جراحهم وأثابهم أحسن الثواب على صدهم للباطل ودحرهم للمفسدين». واستنكر الشيخ الحذيفي في خطبة الجمعة هذا العمل المفسد وهذا الإجرام الشنيع قائلاً: «اننا نعلم أن هؤلاء الرعاع والغوغاء لو حكموا عقولهم وفكروا في القبح وشناعة الفوضى والتخريب وفكروا بعقول متجردة من الهوى بعواقب الأمور لما ارتكبوا هذه الجرائم».