تمثل خدمة الحجيج والمعتمرين، الذين هم ضيوف الرحمن، تكليفا ربانيا لهذا البلد الأمين وأهله ولذلك أوجه رسالتي لأهل مكة ومسئوليها ان لاننسى ما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم»ذهب المفطرون اليوم بالأجر» قالها النبي صلى الله عليه وسلم لما كان مع أصحابه في سفر حر شديد ومعه من هو صائم ومفطر، فسقط الصوام ولم يعملوا شيئاً، وقام المفطرون فضربوا الأبنية، وسقوا الركاب، فما بالك بمن يسقي الحجاج ويضرب أبنيتهم ويقوم على خدمتهم! ورسالتي هي :أولا التجار في بلد الله الحرام فأوصيهم بعدم المغالاة في الأسعار أو الغش أو التدليس ، فكل ذلك مما يذهب ببركة البيع و ربحه,وثانياً المطوفون .. وهم في مقدمة من يخدمون ضيوف الرحمن ، و المعنيون بتقديم خدماتهم في ظروف أحوج ما يكون فيها الحاج للمساعدة ، كأيام التروية و عرفة و التشريق ، فأوصيهم بطلاقة الوجه ، و حسن الاستقبال ، و كريم المعاملة ، و التفاني في خدمتهم ، و أن لا ينسوا بأن ذلك مجلبة لرضا الرحمن ، و البركة في المال و النفس و الولد ..وثالثاً شباب الكشافة .. أوصيهم بالمصابرة و مواصلة خدماتهم للحجيج بروح عالية و نفوس مقبلة ولآتنسوا كم من فرحة تزرعونها حين ترشيدكم للحاج التائه.رابعاً إخواننا الأطباء .. أذكرهم ونفسي بأن مرضى الحجاج هم كمن جُمع له بين عُسْرَين ، عُسْر الغربة و عُسْر المرض ، لذلك فإنني أوصيهم بالرحمة و التيسير بكل مريض ، ..خامساً المرشدون و العاملون في المسجد الحرام .. فأوصيهم بالرفق و اللين في تعاملهم مع ضيوف الرحمن ، و الابتعاد عن نهرهم و الغلظة معهم .سادساً رجال الأمن .. أوصيهم ليس فقط بوفود الرحمن و إنما أيضاً بمن يقوم على خدمة ضيوف الرحمن ، و تسهيل مهمتهم و معاونتهم ، و الابتعاد عن العصبية معهم في تطبيق الأنظمة ولإن نجاح الحج في تيسير الحركة المرورية يرجع فضله بعد الله لكم .. و أكثر ما أتمناه على أهل مكة الحبيبة هو أن يجعلوا التواصي فيما بينهم على إكرام وفد الرحمن شعاراً لهم ، و أن لا يترددوا في التواصي و التنبيه وإلى جميع من له علاقة بشكل مباشر أو غير مباشر بخدمة الحجيج أوصيهم ونفسي بتقوى الله في السر و العلن في وفد الرحمن و إكرامهم ، فمن كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم ضيفه ، فما بالنا بضيف الرحمن ..ان هذا موسم خير قد أهلت بشائره وتسابق فيه المتسابقون، وهناك نوايا طيبة وخطوات صالحة لأهل الخير كثر الله خيرهم وشملهم بعفوه ومغفرته وأجزل لهم المثوبة وان لاننسى موقف وخدمة مملكتنا الحبيبة لضيوف الرحمن، ونسأل الله البر والتقوى ومن العمل ما يرضى وان يرحم الامير سلطان ويحفظ خادم الحرمين وسمو ولي العهد وكل عام وانتم بخير عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي - رابغ