سجلت الإدارات الحكومية في منطقة القصيم، انخفاضا في عدد المراجعين خلال الأيام الأولى من رمضان، وشهدت مقراتها هدوءا نسبيا بعكس الأيام التي سبقت دخول الشهر. محمد علي يقول: لم أرغب في مراجعة الدوائر الحكومية في رمضان، خوفا مما يشاع دائما بأن دوام رمضان مغلف بالكسل من قبل الموظفين، ولكن الواقع كان مختلفا جدا فقد وجدت العكس تماما، ويبدو أن للرقابة الصارمة دورا مهما في ذلك. واستغرب فهد الصالح من تعمد بعض الموظفين الحصول على إجازة في شهر رمضان المبارك، وقال للموظف الحق التام في اختيار وقت إجازته السنوية، ولكن على الإدارة ذاتها تنظيم العمل وإيجاد البديل القادر على اداء العمل حتى لاتتعطل معاملات ومصالح المراجعين. يقول محمد العميريني معقب في الحقيقة هناك تحسن نوعي في إنجاز المعاملات في الدوائر الحكومية هذا العام، ولعل التجارب الماضية وشكاوى المراجعين ساهمت في هذا التحسن، ولكن لازلنا نطالب بالمزيد لتغيب نهائيا كلمة راجعنا بكره أو الأسبوع المقبل، فالزمن تغير الآن والعمل أصبح يدار بالتقنية السريعة ومن لايستطيع المجاراة سيعطل معاملات المراجعين، مطالبا بتفعيل أداور أقسام المتابعة في الدوائر الحكومية. وأشار عبد الرحمن العبد الله (رجل أعمال) إلى وجود تباين واختلاف في أداء العمل بين الإدارات الحكومية، فالجهد المضاعف هنا قد تجد أدني منه هناك وهذا عائد إلى الاختلاف في التعاطي مع المعاملات اليومية، فمن يلاقي كما من الجمهور يوميا يختلف تماما مع الأقل استقبالا للمراجعين، وقد تجد في إدارات خدمية مزدحمة أسلوب تنفيذ سريع ومميز يختلف عن ماتجد في إدارة أخرى مراجعيها أقل. وأضاف الموظف ابن مجتمعه فمن الصعب أن نطالب بالتغيير دون أن نرسم خطواته وحوفزة، فالأب الذي يجد كل أفراد أسرته يسهرون حتى تسطع الشمس لن يستطيع أن يأخذ قسط الراحة المناسب في النوم، وقد يؤثر ذلك سلبا على عملة. ويؤكد خالد سليمان (موظف حكومي) أغلب الموظفين الحكوميين يؤدون أدوارهم المطلوبة منهم كما يجب، وللأسف يتهمنا الكثير من المراجعين بالتقصير, بينما العمل في رمضان هو ذاته في مختلف الأشهر الأخرى، ولا يختلف نهائيا، فقط تختلف نفسيات المراجعين ويعتقدون أننا نتغير في رمضان. ونفى حمد المحمد (موظف حكومي) تهمة الكسل التي يوصف بها الموظفين في رمضان، معتبرا أياها غير حقيقية وظالمة، وقال يحضر المراجع إلينا خارجا من عملة أو منزلة ويصل دون أن يجد موقفا قريبا ويسير في الأجواء الحارة، ثم يريد الموظف أن يكون كالبرق في إنهاء معاملاته، بينما هناك ما يحتاج إلى تدقيق ورصد ومن ثم فرز، إضافة إلى أن هناك مراجعين آخرين ينتظرون أدوارهم. وأشار عبد الله القعير (مدير إدارة المتابعة في صحة القصيم بالنيابة) إلى أنه وفقا للنظام، فالعمل في رمضان يجب أن يكون مماثلا لبقية الأشهر وأدوار أقسام المتابعة يتركز على ضبط ساعات العمل وتنفيذ جولات ميدانية تفتيشية صباحية ومسائية، وعن رصدهم لرغبات الموظفين بالتمتع بالإجازات خلال شهر رمضان قال القعير هذا موجود فعلا، ولكن المطلوب أن يتم التنسيق بين الموظفين في الأقسام لتوزيع الإجازات حتى لا تحدث ثغرة في تغطية العمل.