تحشد السلطة الفلسطينية كل جهودها عربيا ودوليا في المرحلة القادمة، للحصول على اعتراف من الأممالمتحدة للدولة الفلسطينية وعاصمتها. في الحلقة الأولى جرى استعراض الطريقة والإجراءات التي ستتبعها السلطة الفلسطينية في أروقة الأممالمتحدة في شهر سبتمبر، وفي الحلقة الثانية تكشف الوثيقة عن الخطوات التي ستتبعها السلطة للحصول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأوضحت الوثيقة أن ثمة نقاطا حيوية يجب اتباعها للوصول إلى هدف الاعتراف بالدولة الفلسطينية وهو طريق لا بد منه. أهم نقاط الوثيقة: 1 فتح حوار استراتيجي مع الإدارة الأمريكية حول مسألة العضوية، فكما هو واضح فإن استخدام الولاياتالمتحدة «للفيتو» يجعل من المستحيل تمكين فلسطين من أن تصبح عضوا. فإن جرى الذهاب إلى الجمعية العامة بعد الفيتو الأمريكي وسواء تم استخدام الاتحاد من أجل السلام القرار «377» أم لا، وسواء حصلت السلطة على 2/3 الأصوات أو 50% + 1% من الأصوات فإن فلسطين ستصبح دولة غير عضو، وهذا يختلف جملة وتفصيلا على حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، حيث يصبح وضعها دولة تحت الاحتلال من دولة عضو أخرى، وتكون حدودها، قد حددت على خطوط 1967م، وتصبح إجراءات إسرائيل وأفعالها على الأرض بما في ذلك الاستيطان وجدار التوسع والضم، أعمالا لاغية وباطلة ولا تخلق حقا ولا تنشىء التزاما. 2 إن الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967م، وقبولها عضوا في الأممالمتحدة، سيسهل على القيادة الفلسطينية اتخاذ قرار باستئناف مفاوضات الوضع النهائي وبشكل فوري وحول كافة القضايا دون استثناء (القدس، الحدود، المستوطنات، اللاجئين، المياه، الأمن، والإفراج عن الأسرى والمعتقلين)، والانتهاء باتفاق إطار ضمن سقف زمني لا يتجاوز ستة أشهر من تاريخ استئناف المفاوضات، على أن يتم إنجاز معاهدة السلام بسقف زمني لا يتجاوز ستة أشهر من توقيع اتفاق الإطار. 3 على ضوء خطاب الرئيس أوباما يوم 19/5/2011م، الذي تحدث فيه عن خيارنا بالذهاب إلى الأممالمتحدة قائلا : «بالنسبة للفلسطينيين، ستنتهي جهودهم لنزع الشرعية عن إسرائيل إلى الفشل. فالأعمال الرمزية لعزل إسرائيل في الأممالمتحدة في أيلول / سبتمبر لن تخلق دولة مستقلة». واضح مما قاله الرئيس أوباما أن إدارته تفهم بأن ذهاب السلطة إلى الأممالمتحدة هو: أ محاولة لنزع الشرعية عن إسرائيل وعزلها. ب أنه عمل رمزي. ت أن هذا الجهد لن يؤدي إلى خلق دولة مستقلة. هذا الفهم مخالف تماما لما هو مطلوب تحقيقه من طلب عضوية لدولة فلسطين على حدود 1967م وبعاصمتها القدسالشرقية. فالسلطة لا تسعى لنزع الشرعية عن إسرائيل أو عزلها ولا تقوم بذلك كفعل رمزي. وتشير الوثيقة إلى أن السلطة على استعداد للحديث عن ذلك مع الإدارة الأمريكية بأن يضمن الطلب الذي تقدمه فلسطين إلى السكرتير العام للأمم المتحدة للحصول على العضوية نصا صريحا وواضحا على اعتراف فلسطين بدولة إسرائيل على حدود الرابع من حزيران 1967م، وعلى استعدادها إذا ما أصبحت عضوا في الأممالمتحدة، استئناف مفاوضات الوضع النهائي حول كافة القضايا وبرعاية أمريكية مع باقي أعضاء الرباعية الدولية. الهدف من هذه الخطوة الفلسطينية هو الحفاظ على خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967م. 4 في حال استمرت الحكومة الإسرائيلية بالنشاطات الاستيطانية ورفضت حدود 1967م، واعتبارها من الأوهام كما قال نتنياهو. عندها علينا أن نتوجه لإدارة الرئيس أوباما بعدد من الأسئلة: - أ هل تعتقدون أن تثبيت مبدأ الدولتين على حدود 1967م مع تبادل متفق عليه بقرار من مجلس الأمن يشكل حماية لهذا المبدأ ؟ ب هل تعتقدون أن تقديم طلب لعضوية دولة فلسطين على حدود 1967م وبعاصمتها القدسالشرقية، لتعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل، يشكل حماية لمبدأ الدولتين على حدود 1967م ؟. ت على ضوء استمرار الحكومة الإسرائيلية برفض مبدأ الدولتين على حدود 1967م مع تبادل متفق عليه، ونتيجة لاستمرارها في النشاطات الاستيطانية وفرض الحقائق على الأرض، ألا تعتقدون أن مساندتكم لطلب فلسطين بالحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، يعتبر دعما، ومساندا للمبادئ التي حددها الرئيس أوباما في خطابه ؟ 5 العمل فورا مع العرب ومن خلال لجنة متابعة مبادرة السلام العربية لاعتماد موقف مشترك. نتوجه به إلى الإدارة الأمريكية وعلى أساس ما أوردناه أعلاه. 6 يجب أن نكثف جهودنا مع الاتحاد الأوروبي وروسيا والأممالمتحدة، لاعتماد هذا المبدأ، خاصة أن الرئيس أوباما طرح ما طرحه حول الدولتين على حدود 1967م استجابة لأعضاء الرباعية وعدد من الدول العربية. 7 المصالحة الفلسطينية يجب أن تكون سيفا في يدنا على رقبة الحكومة الإسرائيلية، وليست سيفا بيد نتناياهو على رقبتنا. فالمطلوب هو حكومة فلسطينية تتعامل معها كل دول العالم دون استثناء. ووفقا للبرنامج الذي أعلن عنه الرئيس محمود عباس في الخطاب الذي ألقاه أمام اجتماع المصالحة في القاهرة بحضور كافة فصائل العمل السياسي الفلسطيني. 8 التأكيد على موقف السلطة بأن الخيار الأول هو استئناف المفاوضات، وإذا ما تعذر ذلك نتيجة لرفض الحكومة الإسرائيلية مبدأ الدولتين على حدود 1967م، وإصرارها على استمرار الاستيطان، يفتح خيار الأممالمتحدة. 9 إذا كان لدى أمريكا أو أعضاء اللجنة الرباعية خيار آخر فما هو؟. 10 على ضوء كل ما تقدم، أين أخطأ الجانب الفلسطيني؟، سؤال يجب أن يوجه للإدارة الأمريكية وباقي أعضاء الرباعية. 11 في حال استخدام الولاياتالمتحدة ( الفيتو)، بعد كل ما تبذله السلطة فهي تستطيع :- أ التوجه إلى الجمعية العامة لاستصدار قرار ينص على حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967م وبعاصمتها القدسالشرقية، ويدعم الطلب بالقانون الدولي والمعطيات السياسية والخرائط. إقرار الجمعية العامة بذلك يعني قبول فلسطين دولة غير عضو، وهذا يحتاج إلى النصف زائد واحد، إذ لا يمكن للجمعية العامة أن تقوم بالاعتراف بدولة ما.. ب استصدار قرار من الجمعية العامة بمطالبة مجلس الأمن بإعادة النظر في طلب عضوية فلسطين. 12 مرة أخرى، لا أحد يتحدث عن حل السلطة، ولكن أصبح من الضروري طرح التساؤل حول إمكانية استمرار السلطة بالوضع الحالي، دون ولاية سياسية، اقتصادية، أمنية، وظيفية، وسلطة الاحتلال الإسرائيلي أصبحت مصدرا للسلطات بكل ما للكلمة من معنى.