«يذكر أن جمعية حقوق الإنسان سبق أن أبدت ملاحظات حول بعض دور الملاحظة التي زارتها، واعترضت على لائحة العقوبات الداخلية المعمول بها، والتي تجيز ضرب الحدث في حال مخالفته لأنظمة الدار».. هذه الجملة الاستفزازية المؤذية كانت خاتمة خبر نشرته «عكاظ» يوم أمس عن دور الملاحظة الاجتماعية التي تؤوي الأحداث، ولم يكن أكثر استفزازا من الخاتمة ولا أكثر أذى للمشاعر سوى عنوان الخبر «شطب عقوبات ضرب الأحداث والاكتفاء بالجلد». طبعا أنا لا أوجه اللوم لمحرر الخبر بتعمده إيذاء مشاعرنا بمفردات الجلد والضرب، لأنه ينقل الواقع الذي يحدث في هذه الدور التي تستقبل أحداثا تتراوح أعمارهم بين 13 و 18 عاما كما يقول الخبر، لكني أؤكد أن معظمهم بين 12 و 15 عاما في معظم الوقت.. بالنسبة للملاحظات السابقة لجمعية حقوق الإنسان فإنني أتذكرها جيدا بعد أن قامت هذه الصحيفة بنشر ما يحدث في تلك الدور من معاملة سيئة غير إنسانية في كل جوانبها، لتقوم حينها قيامة المسؤولين عنها في منطقة مكةالمكرمة، وحدث أخذ ورد بينهم وبين جمعية حقوق الإنسان والصحافة، لكنهم كانوا يدافعون عن قضية خاسرة بكل المقاييس.. وقبل أن نتعرض لمضمون خبر يوم أمس، يبدو من المهم جدا أن نسأل أولا هل ما زال الوضع كما هو عليه في تلك الدور منذ موقعة الشؤون الاجتماعية من جهة وحقوق الإنسان و «عكاظ» من جهة؟؟ هل من مجيب ؟؟.. أما بالنسبة لخبر الأمس فإنه أكبر دليل على أننا نقترف الأخطاء الفادحة ونغضب عندما ينتقدها العالم.. أحداث صغار جانحون يحتاجون إلى تقويم لسلوكهم وتهذيب لأخلاقهم وإشعارهم أن في المجتمع من يتفهم ظروفهم ويحاول مساعدتهم، لكننا نعلن على الملأ أننا نقوم بضربهم في الدور التي يفترض أن ترعاهم، نقولها ولا نتحرج لأننا نرى ضربهم عقابا عاديا جدا.. وبالمناسبة فإن الذي يقرأ عنوان الخبر يعتقد أن عقوبة الضرب ألغيت أو ستلغى يوم غد، لكن التفاصيل توضح أن وزارة الشؤون الاجتماعية ستقوم بإنشاء لجنة من عدة جهات لدراسة لائحة الجزاءات التأديبية المطبقة حاليا في دور الملاحظة الاجتماعية، وإعداد لائحة بديلة تحل محل اللائحة المعمول بها حاليا.. أي أن الضرب سيستمر على ما هو عليه بأشكاله ودرجاته المختلفة إلى أن تشكل اللجنة وتدرس اللائحة السابقة وتعد اللائحة الجديدة.. لاحظوا أن عنوان الخبر يؤكد أن الأحداث يتلقون الضرب والجلد، وأقصى ما وصلت إليه إنسانيتنا أن نكتفي بالجلد ونفكر بإلغاء عقوبة الضرب.. قلت نفكر.. يا لها من قسوة !!.. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز259مسافة ثم الرسالة