بالأمس كنت قد كتبت عن محمد ووالده المصاب بجلطة في الدماغ، وما حدث له في الأحوال، وأود أن اطمئنكم بأنه وبعد عدة شهور وبعد تدخل فاعلي الخير وافقت الأحوال على الصورة، دون أن يعرف محمد لماذا رفضت، ولماذا قبلت الآن؟ أود أيضا أن أنقلكم لوزارة الصحة، إذ عثت مستشفى بمواطن وأفقدته «فحولته»، فخرج أحد الأطباء في جريدة الرياض ليقول له: «لا تقلق فقد ذكرت تقارير أن مشاكل الفحولة في المملكة تصل إلى 62 %، وفقدك لذكورتك لا يعني فقدك رجولتك، فالرجولة شيء والفحولة شيء آخر». ثم نصحه بأن يثابر وراء حقه، وأن عليه لا ينسى أن أبواب أولياء الأمر مفتوحة، وسيجد من ينصفه في الدنيا قبل الآخرة. هكذا قال الطبيب لجريدة الرياض بعددها 15727 ليطمئن المواطن، وليطمئننا أيضا أنه بقي على مستشفياتنا 38 % من المواطنين وتحقق مفهوم العدالة الغريب القائل «ظلم الجميع عدل». بعيدا عن هذه النسب المرعبة، لماذا على المواطن في مثل هذه القضايا الشخصية أن يطرق أبواب أولياء الأمور، ويشغلهم في قضايا لا تحتاج لقرار حكيم، بقدر ما هي تحتاج لإنسانية العاملين في هذه القطاعات؟ هل على محمد الذي جلس في مفاوضات لأشهر مع الأحوال ليحمي والده المصاب بجلطة والمقعد من أن يلف ببطانية ويحمل إلى الأحوال أن يشغل أولياء الأمور في قضيته هذه ليتم رحمة والده من العذاب؟ وهل ذاك المواطن الذي عثت بجسده المستشفى عليه أن يقرع أبواب أولياء الأمور وإلا لن يجد حقه؟ لماذا يحدث هذا، ومن المسؤول؟ علينا ألا نرمي التهمة بعيدا عنا، وأن نواجهه لنحلها، فمن يعمل بوزارة الصحة وبالأحوال وبباقي المؤسسات الحكومية أغلبهم مواطنون، هم لا يكترثون بمواطنين مثلهم، وهكذا نمضي مواطن يظلم أو «يمرمط» مواطنا آخر، وكل هذا يقول لنا: إن ثمة شيئا ما غائبا، وهذا الشيء يمكن تسميته ب «الإنسانية». [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة