دعا عضو مجلس الشورى الدكتور حاتم الشريف اللجنة الدائمة للإفتاء إلى تضمين أقوال الأئمة الأربعة وآرائهم في الفتاوى الصادرة عنها، مشيرا إلى أن اللجنة في العادة لا تشير إلى ذلك، بل ربما خرجت الفتوى وفيها شيء من التشديد على الآراء الأخرى وكأنها آراء باطلة لا يمكن الأخذ بها أو العمل بها. وأضاف في حديث ل«عكاظ» «قد تكون هذه الآراء لكبار فقهاء المسلمين من الأئمة الأربعة وقد تكون من الآراء المعتبرة السائغة التي لا يمكن إنكارها وبالتالي الوقوع في خلل أجمع العلماء على أنه خلل وهي قضية الإنكار على مسائل الخلاف المعتبر التي يسوغ فيها الاجتهاد والتي اتفقت الأمة على أنه لا يجوز الإنكار فيها». وزاد «لو أن حنبليا رأى مالكيا يعمل عملا يرى أنه محرم والمالكي يراه جائزا فلا يجوز للحنبلي أن ينكر على المالكي في هذه المسألة ما دام أن خلافه معتبر وسائغ ضمن الشروط التي ذكرها العلماء للخلاف السائغ». وأردف «ليس مجرد وقوع الاختلاف يقتضي أن الخلاف سائغ ولذلك يفرق العلماء بين مسائل الاجتهاد ومسائل الخلاف، فنحن نتكلم عن مسائل الاجتهاد وهي التي يسوغ فيها الخلاف، فالمقصود أنه لا يجوز أن تلغى هذه ولا يصح، وعادة الناس يفهمون أن هذه الفتوى صدرت على القول الراجح ويفهمون أن معنى الراجح المقطوع به ولا يفهمون أن معناه قد يكون راجحا عند عدد من العلماء ومرجوحا عند غيرهم، وأنه يحق لغيرهم أن يفتي بخلاف هذه الفتوى مادام أن الخلاف فيها سائغ». واستشهد الشريف بقولي شيخ الإسلام ابن تيمية والقرافي بعدم جواز الإلزام بشيء من الأقوال التي يكون فيها الخلاف معتبرا، مضيفا «لا يجوز للعالم أن يلزم برأي واحد».