صور مؤلمة نشرتها الصحف لتلك الأعداد الكبيرة من الطالبات وهن متزاحمات عند بوابات القبول لعدد من الجامعات في مناطق المملكة وحرارة الشمس ورطوبة الجو قد أنهكت قواهن ومع ذلك أظهرن الجلد وتحمل الحر في سبيل أن تحل الأزمة. وأعتقد جازمة أن من أحس بمعاناة أولئك الطالبات اللاتي يعتبرن الجامعة هي بوابة الدخول إلى المستقبل الجميل لن يترددن لحظة في فتح الباب على مصراعيه لقبولهن حتى وإن ضاق فهناك وسائل كثيرة يمكنها المساعدة في اتساعه، وحمى الأزمة كما اتضح ليست في جامعة أم القرى فحسب فهناك الطائف ونجران أيضا وغيرها ممن لم يسعفهن الحظ بوجود الاعلام لتكتمل الصور المخيبة وضوحا. الغريب في الأمر أن أزمة القبول هذه تأتي في الوقت الذي وجه فيه خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله بتهيئة جميع الفرص لقبول خريجي وخريجات الثانوية العامة في الجامعات والكليات والمعاهد التي يرغبون في الالتحاق بها، ومن المنطقي أن تكون الجامعات قد أخذت بهذا التوجيه واستعدت لاستقبال الأعداد المتوقعة لا أن تتشدد في عملية القبول وتتذرع بعدم قدرتها على استيعاب تلك الأعداد. وإذا اتفقنا أن أمام الطلاب خيارات أخرى لإكمال الدراسة في غير الجامعات فهناك الكليات العسكرية والمعاهد وسواها فإن الطالبات ينحصرن هنا وإن وجدن بديلا ففي حدود ضيقة ومن يتوفر لها فمقابل تكاليف مادية باهظة لا تستطيعها أخريات. بعض الجامعات اتخذت حلول الإرغام على تغيير الرغبات والالتحاق بتخصص أو اثنين هما المنقذان لاستيعاب الأعداد الكبيرة بينما تقفل القبول في تخصصات أخرى بذريعة الاكتفاء، وإن سلمنا بفرضية الاكتفاء تلك فهذه الأخرى التي تفتح ذراعيها للكل ألا تصل حد الاكتفاء. والخريجات منها ألا يتطلب فيهن حسن التأهيل والكفاءة ؟؟ ما يجعلك تتساءل أن من بين تخصصات الفزعة والحاضنة للكل ما يستعين بخريجيها وخريجاتها لتدريس اللغة الأم في مدارسنا فكيف هو مستوى هؤلاء وهم من البداية أرغموا على تلك الدراسة دون رغبه بل إن البعض يقسم لك أغلظ الأيمان أنه لم يكن يذاكر إلا لينجح ويحصل على الشهادة، أما كيف يعطي في ذلك التخصص وهل يرى في نفسه الأهلية للقيام بما يترتب عليه لم ينظر له مطلقا!. المشكلة أننا لا نعي أهمية الميول في عملية التحصيل والحصول على مستويات عالية في المواد الدراسية. ما يعنينا هو حل المشكلة وكيفما اتفق بل وبعض الجامعات تتخذها وسيلة تطفيش للتخلص من تلك الأعداد بحيث لو تذمر أحدهم فإنها تحمله مسؤولية عدم الاهتمام والتسيب. حقيقة إن وضع طلابنا وطالباتنا يثير الشفقة فحرية الاختيار لديهم مصادرة، لهذا قل أن تجد طالبا أو طالبة يتعلم لأجل العلم نفسه بل هو وسيلة لغاية هي الشهادة وفي ذلك الوضع مستوى الوعي والثقافة الذاتية المبنية على حب الاطلاع مفقودة وحل محلها أدمغة محشوة أرقاما وجملا لا يفهم منها إلا أنها الطريق الذي يفتح الباب إلى الوظيفة والراتب. للتواصل أرسل رسالة SMSإلى 88548 الأتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 270 مسافة ثم الرسالة