رأى الأطباء المختصون وعلماء الشريعة، أن الحقن التي تعطى للمرضى في نهار رمضان تنقسم إلى نوعين، حقن مغذية ومفطرة، وأخرى غير مغذية ولا تعتبر من المفطرات. وأشاروا إلى أن إعطاء الحقن يتوقف على حالة المريض، ودرجة مرضه، ومدى احتياج المريض للحقنة المفطرة أو غير المفطرة. واعتبر استشاري جراحة الأورام في مركز الأورام في مستشفى الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور إبراهيم البلوي أن حالة المريض تحدد مدى حاجته للحقنة في نهار رمضان، مبينا أن الحقنة نوعان الأولى مفطرة وهي التي تروي الجسم مثل الحقن التي يحتاجها مرضى السرطان أو الجلسات العلاجية التي تصادف نهار رمضان، فهذه الفئة مرخص لها بالإفطار، أما الحقن غير المفطرة مثل التي تؤخذ لانخفاض الضغط فهي غير مفطرة لأنها لا تروي الجسم. رخصة الإفطار ويتفق استشاري طب الباطنة الدكتور محمد عبدالعزيز مع الرأي السابق ويقول: حالة المريض هي التي تحدد أهمية صيامه، فالمريض مرخص له بالإفطار إذا كان مرضه يسبب له مضاعفات في حالة عدم تناول الدواء في الوقت المحدد، ولكن هناك مرضى يمكن تعديل مواعيد الجرعات العلاجية وفق قرار الطبيب المعالج ومنهم مرضى السكري مثلا، مع ضرورة أن يكونوا تحت الملاحظة من خلال إجراء التحليل المنزلي. وأضاف «المرضى الذين يتم إعطاؤهم حقن التغذية في نهار رمضان فهي مفطرة ومرخصون بالإفطار، أما غير المفطرة فأكثر الأطباء يفضلون إعطاءهم في المساء طالما أن الحالة غير مستعجلة وبإمكانهم الصوم بكل يسر. قرار الأطباء وفي سياق متصل، أباح المستشار في الديوان الملكي عبدالمحسن العبيكان للمرضى الإفطار في رمضان إذا أقر الأطباء بعدم إمكانية تأخير الدواء للإفطار أو للسحور ، مضيفا «يجوز للصائم المريض أن يفطر في نهار رمضان إذا كان لا يمكن تأخير الدواء لبعد الإفطار أو للسحور، وحدد الأطباء مواعيد تناول الدواء في النهار، أو الذين يشق عليهم الصوم وهؤلاء يجب عليهم القضاء بعد شهر رمضان، لقوله تعالى: (فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر)». الربو والكلى وأوضح عميد كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقا الدكتور سعود الفنيسان، أن الأدوية المغذية تفطر وغير المغذية لا تفطر، حيث إن المريض الذي يتناول أدوية أو حقنا أو بخاخات فإنه إذا كان ما يتناوله فيه فيتامينات ويأخذ عن طريق الفم ويكون مغذياً فإنه يفطر، وغسيل الكلى فإنه مفطر، أما من كان لديه ربو ويأخذ بخاخات أو دواء تحت اللسان فإنه في الغالب ليس بمغذ ولا يفطر. وأشار إلى أن المفطر يجب عليه القضاء بعد نهاية رمضان وإذا شق عليه أو نصحه الأطباء بضرر صيامه وعجزه عن ذلك فإنه يطعم عن كل يوم مسكيناً ويكون ذلك بمقدار 20ريال لليوم الواحد. ونصح الفنيسان المرضى المفطرين في رمضان بالابتعاد عن الناس وعدم الأكل والشرب أمامهم لعدم دراية الناس وعلمهم بالمصاب الذي وقعوا فيه، مما يشكل عليهم ويجعل البعض منهم يعتبر هذا الأمر سيئاً، لذا فيجب الإفطار بعيداً عن أعين الناس.