اعتبر الأطباء المختصون أن توصل الباحث السعودي مصطفى حسين حلوي المبتعث من جامعة جازان، إلى تفاصيل علمية جديدة لفيروس الهربس البشري (6) سيسهم في كشف خفايا هذا الفيروس الذي يعكف معظم أطباء العالم في معرفة أسراره. 8 فيروسات وأوضح رئيس الجمعية السعودية لأمراض وجراحة الجلد ورئيس قسم الجلدية في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني الدكتور علي الردادي، أن اختيار الباحث السعودي حلوي لفيروس الهربس البشري السادس في بحثه ودراسه خصائصه يعد في حد ذاته إنجازا علميا كبيرا، لكون هذا النوع من الفيروسات مازال غامضا في أسراره. وأضاف «هناك ثمانية فيروسات من الهربس البشري، ولكن النوعين السادس والسابع مازالا يشكلان تحديا كبيرا للأطباء في دراسة خصائصهما لقدرتهما على التغير، ولكن لا يشكلان خطورة على المريض المصاب، كما أن التشخيص والعلاج معروفان لدى أطباء الجلد، فالنوع السادس من الهربس البشري يصيب الأطفال بالطفح الجلدي الوردي وهو مرض غير مخيف وعلاجه يستغرق من أربعة إلى ستة أشهر كما هو الحال في نوع آخر من فيروس الهربس البشري المسبب للعنقز». الدكتور الردادي أكد أن مرض الهربس أنواع وسلالات من الفيروسات، وكل واحد منها مسبب لأمراض معينة، ويجب الفصل بين أنواع الأمراض المسببة عن طريق الفيروسات، وخصوصا أن مرض الهربس ارتبط مفهومه بالأمراض الجنسية فقط، وهذا خطأ فهناك أمراض هربسية لا علاقة لها بالهربس التناسلي. الطفح الجلدي ويتفق استشاري طب الأطفال في صحة جدة الدكتور حسن بادريق، مع الرأي السابق فيقول: توصل الباحث السعودي مصطفى حلوي لأسرار جديدة لفيروس الهربس البشري السادس يعد إنجازا علميا ولاسيما أن النوع السادس من الفيروس مازال يكتنفه الكثير من الغموض. ولفت الدكتور بادريق إلى أن أبرز المضاعفات التي يسببها هذا النوع من الفيروس هو الطفح الجلدي الوردي وهو مرض فيروسي يصاب به الأطفال الصغار في عمر يتراوح بين ستة أشهر إلى ثلاث سنوات، ويبدأ بحمى عالية مدة يومين إلى أربعة أيام، ثم تزول الحمى قبل أربع وعشرين ساعة من ظهور الطفح الوردي، ويظهر المرض بصورة خفيفة على الطفل أثناء ارتفاع درجة الحرارة، ثم يبدو التحسن على الطفل بعد ظهور الطفح وانخفاض الحرارة. الهربس 6 يشار إلى أن الباحث حلوي، تطرق في بحثه إلى دراسة فيروس الهربس البشري السادس الذي يعد سبباً رئيسياً في إصابة الأطفال ما بين ستة إلى 15 شهرا بالطفح الوردي، تليها عدوى مستمرة دون أعراض وكمون للفيروس مدى الحياة في الجسم، موضحا في بحثه أن مخاطر الإصابة بفيروس الهربس البشري السادس تكمن في الأشخاص الذين يعانون ضعفا في الجهاز المناعي وخاصة ممن خضعوا لزراعة الأعضاء أو زراعة النخاع، فتظهر عليهم أعراض المرض في صورته الحادة والخطيرة لعدم مقدرة أجسامهم على محاربة العدوى، ومن الممكن أن تتضاعف إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي والتهاب المخ. وأثبت الباحث خلال دراسته أن أربعة أجزاء بروتينية من هذا الفيروس يتعرف عليها الجهاز المناعي، ولعدم وجود لقاح إلى الآن للوقاية من هذا الفيروس، فإن هذه الأجزاء يمكن استخدامها في تطوير اللقاحات ضد هذا المرض، كما أن هذه الدراسة ستسهم في اكتشاف علاجات مناعية جديدة.