عندما يسمع أحدنا مسمى «حوش بكر» فإنه لا يحرك ساكنا لمعرفته بأن هذا المسمى يعني مجرد حوش مهجور أو قطعة أرض ذات سور قديم متهالك، لكن سكان مكةالمكرمة وبالأخص سكان حي المنصور يعلمون عن هذا الحوش أكثر مما يعلم عنه غيرهم فهو سوق شعبي يقصده الزبائن لشراء ما يعجبهم من معروضاته التي غالبا ما تكون مسروقة أو غير نظامية يعمل على بيعها عمالة وافدة مخالفة. «عكاظ» تواجدت في الحوش خلال يوم الجمعة وعند وصولنا إلى هناك كانت الساعة الرابعة عصرا وهو الوقت الذي يقوم فيه رواد هذه السوق بالتجمع حيث يستمرون حتى الساعة العاشرة مساء والغريب في الأمر أن العمالة الموجودة فيه تبيع بضاعتها على الزبائن وهي غالبا ما تكون مسروقة بكل حرية ودون أن يضايقهم أحد، وتتنوع البضائع المعروضة بين الملابس المستعملة والأحذية والجوالات وكاميرات الفيديو والكمبيوترات والأجهزة الكهربائية الأخرى بالإضافة للدراجات النارية التي تباع بسعر أقل بكثير من سعرها الحقيقي حيث لا تتعدى قيمتها 300 ريال بينما تباع في الواقع ب 2800 ريال، وضم السوق العديد من السيارات الكبيرة التي يقوم سائقوها بتوصيل البضائع المستعملة إليه لتسليمها لأصحابها وهم يعرضونها بالنيابة عنهم بحكم خبرتهم في بيع المسروقات التي اشتهرت بها هذه السوق. من جهته، بين محمد آدم أن لكل شخص في السوق مكانا مخصصا يجب عليه الالتزام به، وأن الشخص الذي ينهى ويأمر في السوق هو أحد المؤسسين له وبمجرد التوغل داخل السوق التي تتفرع إلى أزقة ضيقة تعج بالفوضى والزحام، ينتشر الباعة والبائعات في سوق لا تحتاج إلى محال تجارية بديكورات فاخرة، حيث تعلق الملابس المستخدمة المعروضة للبيع على جدران الأزقة، وقد تمت مداهمة هذه السوق قبيل شهر تقريبا من قبل أمانة العاصمة المقدسة وبعض البلديات الفرعية بالتعاون مع فرق من شرطة العاصمة المقدسة وفرق من أمن الطوارئ الخاصة وتمت مصادرة البضائع وتنظيف الموقع والقبض على المتخلفين ولكن الحال عاد كما كان لممارسة البيع المخالف في السوق. من جهته، أوضح المتحدث الرسمي في أمانة العاصمة المقدسة سهل مليباري أن هذه السوق تتم متابعتها بطريقة مستمرة وبشكل دائم ومداهمتها بين الحين والآخر بالتعاون من الجهات المختصة ومصادرة جميع البضائع التالفة الموجودة فيها.