كان مطلوبا أن يظهر سفيرنا في القاهرة أحمد عبدالعزيز قطان في وقت مبكر قبل حواره مع قناة العربية في بداية هذا الأسبوع، وبعد مظاهرات الجمعة الماضية التي وصل فيها التجاذب أشده بين الفصائل والحركات التي تمثل الثورة والتيارات السياسية الدينية التي تمثل الكتلة الموازية في الساحة السياسية المصرية. بل ربما يصح القول إنه كان على الخارجية السعودية أو جهة أعلى منها تقديم توضيح يفند اللغط الذي تصاعدت نبرته في أقلام بعض الإعلاميين المصريين أو في أحاديثهم في بعض البرامج الحوارية، والتي انتشرت في بعض أجزاء الشارع المصري الذي أصبح يعاني من حساسية مفرطة أفرزتها تداعيات الثورة.. ليس سرا أن اتهامات وجهت للمملكة بتبنيها دورا مضادا للثورة، كان هذا في بدايتها وخلالها. وبعد أن أصبحت الثورة واقعا دخلت بعده مصر مرحلة التنظيمات السياسية استعدادا لخوض المرحلة المقبلة، تحول الاتهام باتجاه تمويل المملكة للتيار السلفي الذي دخل على خط اللعبة السياسية، وهو اتهام يلقى من يدعمه ويروج له، بل ويستغله بشكل متعمد، كما حصل في مظاهرات الجمعة الماضية حين ذكرت بعض الصحف المصرية قيام ممثلي ذلك التيار أو غيرهم من المتواجدين في ميدان التحرير برفع علم المملكة ليصبح هذا الخبر محورا رئيسيا لتعليقات القراء والمتابعين، وهي تعليقات تتسم بنقد صريح للمملكة بالتدخل في مجريات الساحة المصرية.. كما أنه ليس سرا أيضا أنه بعد اندلاع الثورة واجهت الاستثمارات السعودية في مصر تضييقا شديدا واتهامات بالضلوع في لعبة الفساد خلال عهد النظام السابق، رغم الدفاع المستميت للمستثمرين بقانونية استثماراتهم وعدم تورطها في ممارسات شراء الذمم واختراق قوانين الاستثمار.. إذا يتضح وجود من يهمه إساءة سمعة المملكة في الشارع المصري وإثارة مشاعر الاستياء ضدها بالعزف على وتر حساس جدا هو دعم النظام السابق، ثم التدخل باستقطاب بعض اللاعبين في ساحة الانتخابات المقبلة، ومثل هذه الاتهامات خطيرة جدا لابد من الوقوف إزاءها موقفا واضحا وصريحا يفندها ويزيل اللبس حيالها. وقد كنا نتوقع من الدبلوماسية السعودية سرعة اتخاذ هذه الخطوة لكنها تأخرت كثيرا، ولم يتحدث سفيرنا في مصر إلا بعد أن أصبحت تلك الاتهامات تثار علنا في وسائل الإعلام.. إن علاقة المملكة بمصر كانت وما زالت ويجب أن تظل من أهم العلاقات للطرفين، وإذا كان هناك من يحاول العبث بها لتحقيق مكاسب مستقبلية في الساحة السياسية المصرية بشكل ميكافيلي وغير أخلاقي فإنه لا يجب على المملكة أن ترتهن إلى ثقة الغالبية في الشعب المصري ببطلان تلك الإتهامات لأنه مهما كان الأمر فإن للشائعة تأثيرها السلبي.. علينا التحدث بصراحة وبسرعة قبل أن تكثر خفافيش الإشاعات وتفسد علاقة وثيقة بشعب شقيق ومهم.. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز259مسافة ثم الرسالة