تشهد المنطقة المركزية في المدينةالمنورة زحاما شديدا وحركة مستمرة على مدار الأربع والعشرين ساعة، بسبب ازدياد أعداد الزوار للحرم النبوي الشريف خلال إجازة الصيف، حيث ترتفع نسبة الإشغال في الفنادق لتزيد عن 90 %، وتكتظ المطاعم والأسواق والمراكز التجارية بهم، فضلا عن رواج مبيعات الباسطات السعوديات .. هذا الإقبال بأعداد حاشدة ، يتطلب أن يواكبه خدمات متنوعة وكافية . «عكاظ» التقت عددا من الزوار والزائرات، الذين أعربوا عن سعادتهم بالخدمات المقدمة لهم داخل الحرم النبوي الشريف، حيث عبرت أفراح محمد من المغرب الشقيق عن شكرها العميق للعاملات على نظافة الحرم النبوي الشريف، مشيرة إلى أنه رغم الزحام الشديد الذي يشهده الحرم النبوي الشريف إلا أن العاملات على نظافة الحرم يعملن بكل إخلاص وأمانة على تنظيفه أولا بأول حتى تستطيع المصليات أداء صلاتهن في جو روحاني في أنظف وأطهر الأماكن. وبدموع الفرح تتحدث الحاجة صفاء محمود عن بالغ سعادتها لوجودها في المدينةالمنورة فتقول: لقد كانت آخر زيارة للمدينة المنورة منذ أكثر من عشر سنوات، وكانت الزيارة محددة في أوقات النهار فقط والمسجد النبوي الشريف يغلق أبوابه الشريفة بعد صلاة العشاء مباشرة، أما الآن فقد أصبحت أبوابه مفتوحة على مدار الأربع والعشرين ساعة، والتطور العمراني ملفت للأنظار والخدمات المقدمة مميزة جدا، فالكل يعمل على خدمة الزوار منذ دخوله إلى ساحة الحرم والحرم إلى عودته إلى مقر سكنه. ووجه عبد المطلب من الجزائر الشكر لخادم الحرمين الشريفين على الجهود المبذولة لخدمة الزوار، وعلى المظلات المنتشرة في ساحة الحرم والتي استفاد منها كل مصل في الساحة والتي تفتح خلال النهار ولها منظر رائع جدا، حيث أنها تظلل الزوار من حرارة الشمس الحارقة. من جهة أخرى ركزت الباسطات السعوديات جهودهن في البيع خلال هذه الأيام والتي تعتبر الأيام الذهبية بالنسبة لهن، ولم تمنعهن حرارة الشمس المرتفعة من البيع على الأرصفة بجوار الحرم النبوي الشريف. تقول أم عبدالعزيز عن بسطتها: يعتبر موسم العمرة والحج الموسم الذهبي لنا حيث يكثر الزوار والزائرات في المدينة، فرغم الحرارة المرتفعة إلا أنني أحاول أن أضع بسطتي بشكل يومي في المكان المخصص لنا بجانب الحرم، لأن الإقبال في هذه المواسم يتضاعف عن الأوقات الأخرى من العام. وتشاركها الرأي أم عبدالله وهي أم لخمسة أطفال، فتقول: أبيع في بسطتي الأقمشة الحريرية والحناء والبهارات السعودية وأجد إقبالا كبيرا على شراء الحناء والأقمشة الحريرية، أما البهارات فالإقبال عليها ضئيل بعض الشيء وتضيف: ومع أن أبنائي يعترضون على جلستي اليومية على بسطتي، إلا أنني لا أقبل باعتراضهم لأن الرزق في هذه الأيام أفضل وخلال شهر رمضان يعتبر أفضل من الشهور الأخرى . وتشهد المطاعم الواقعة في المنطقة المركزية إقبالا كبيرا من الزوار على جميع أنواع المأكولات، واحتلت العصائر المرتبة الأولى، يليها الآيسكريم، يقول البائع في أحد المطاعم، علي الامين: نقوم ببيع أكثر من أربعمائة دجاجة يوميا وأسياخ الشاورما تنتهي قبل منتصف الليل، والسبب كثرة الإقبال على المطعم من زوار المسجد النبوي الشريف حتى أننا أجبرنا على زيادة عدد العمال خلال الإجازة الصيفية؛ حتى نتمكن من تغطية طلبات الزبائن، وأحيانا يصل الزحام إلى خارج المحل ليصبح طوابير ممتدة إلى خارج باب المطعم، وقمنا بعمل أوراق مرقمة حتى يأخذ كل زبون دوره بدون أن نتسبب في زعل أي احد من الزبائن، وحتى نستطيع أن نحافظ على النظام والانسيابية في تقديم الطلبات. أما البائع خضر والذي يعمل في محل لبيع العصائر والآيسكريم والمأكولات السريعة، فيقول: ثلاثون صندوقا من البرتقال وعشرة صناديق من المنجا والعشرات من مختلف أنواع الفواكه وعشرات الأكياس من الثلج نحضرها يوميا وتنفد آخر اليوم بسبب كثرة الإقبال على العصائر الباردة من الزوار أما الآيسكريم فموضوعه آخر، لأننا نبيع في اليوم أكثر من ألفي عبوة آيسكريم؛ لذلك قمنا بجلب جهاز آخر لعمل الآيسكريم حتى نستطيع آن نغطي طلبات الزبائن. أما عن نسبة إشغال الفنادق المركزية فقد بلغت 93 %، حيث أوضح خالد المنصور أحد الموظفين بفندق في المركزية أن نسبة إشغال الغرف الموجودة لديهم في الفندق بلغت نسبتها خلال هذه الأيام ما يقارب 98 %، مع ملاحظة زيادة عدد الزوار من مصر وإيران وتركيا والأردن ودول الخليج. كما شهدت محلات بيع التمور إقبالا كبيرا من الزوار، خاصة وأن الرطب المديني يغزو الأسواق خلال فترة الصيف، فزاد الإقبال على شراء تمر العجوة والسكرية والخلاص والتمر المغلف والمحشي بالمكسرات .