على الرغم من أن الأنظمة وآليات تطبيقها توضع من أجل المجتمع وتلبية احتياجات الأفراد وتيسير حياتهم، إلا أنها، بعد حين من الزمان إذا لم تواكب وتساير ، تتحول إلى عبء على المجتمع وأفراده، ولا تلبي احتياجاتهم على الوجه المطلوب، وتجعل حياتهم أكثر صعوبة. مناسبة المقدمة هي الحديث عن نظام (ضابط خفر) في أقسام الشرطة، و(الطبيب المناوب) في المستشفيات والمستوصفات الحكومية. فقد وضع هذا النظام منذ عدة عقود مضت، عندما كانت المدينة حالمة نائمة بعد صلاة العشاء بقليل، ولم تكن هناك حاجة ملحة لوجود (ضابط في المخفر) أو وجود (طبيب) في المستشفى أو المستوصف. فكان نظام المناوبة يفي بالغرض في معظم الحالات. أما الآن، فقد تحولت مدن، مثل مدينة (الرياض) أو مدينة (جدة) أو (مكةالمكرمة).. إلى مدن كبرى، يقدر عدد سكانها بالملايين، وهي مدن تعمل على مدار الساعة والحركة فيها دائمة ومستمرة ليل نهار، فلم يعد من المقبول أن يتم الانتظار حتى بداية دوام اليوم التالي ليتم التعامل مع الحالات الأمنية أو الطبية. المطلوب هو أن يتم إلغاء نظام (ضابط الخفر) و(الطبيب المناوب) ويتم استبداله بنظام (الشفتات) على مدار ال(24) ساعة، سواء في مخافر الشرطة أو في المستشفيات والمستوصفات الحكومية.. ينتهي دوام الفريق الأول، ويستلم الفريق الثاني، ثم الفريق الثالث. كل فريق له ثماني ساعات عمل لتغطية ال(24) ساعة في اليوم. فالمدن الكبرى في المملكة أصبحت صاخبة طوال الوقت، ومستيقظة طوال الوقت، وأحداثها المسائية لا تقل عن أحداثها النهارية. وتيسيرا لأمور البلاد والعباد، لا بد من إلغاء الآلية القديمة ووضع آلية جديدة للتعامل مع هذا التغير الاجتماعي. رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار أن يتم استبدال نظام (ضابط الخفر) و(الطبيب المناوب) الذي يذكرنا بالملف العلاقي والصورة الشمسية ، بآلية الدوام الكامل على مدار ال(24) ساعة يوميا، لتلبية حاجات المجتمع من هذه القطاعات. علماً أن هذه الآلية تطبق في قطاعات أخرى مثل الخطوط السعودية، أو قطاعات المصانع التي تعمل بكامل الإنتاجية. [email protected]