لا ينحصر عمل مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في إطار دار الإفتاء أو مكتبه فحسب، فعمله لا يتقيد بالدوام، ووقته مليء بالمهمات والالتزامات، حتى أنه لم يعهد عن سماحته أن نال إجازة ليريح نفسه من هذه المهمات. ويبدأ عمل المفتي العام بعد صلاة الفجر مباشرة، فيجيب على أسئلة المستفتين إن وجدت، ثم يتناول طعام الإفطار، ويستمع للأخبار التي تبثها وسائل الإعلام المحلية والدولية، عقبها يتوجه إلى مكتبه ليباشر في الثامنة صباحا مهامه اليومية المعتادة. وفور وصوله للمكتب يتلقى ما يعرض عليه من معاملات، ثم تقرأ عليه أخبار ومقالات الصحف وبعد ذلك يتولى الرد والإجابة على أسئلة المستفتين والمتصلين وهكذا حتى صلاة الظهر. وبعد أدائه لصلاة الظهر يكمل مفتي عام المملكة ما تبقى من مهمات ومعاملات، ثم يتوجه مباشرة إلى مكتبه في الجامع الكبير إن كان في الرياض أو إلى منزله إن كان في الطائف أثناء فترة الصيف، لتناول طعام الغداء وأخذ قسط من الراحة حتى قبل صلاة العصر، وبعد الصلاة، يتهيأ للإجابة على الأسئلة التي ترد في الإذاعة، أو يستقبل طلابه ليلقي لهم درسا علميا في أي من فنون العلم الشرعي ويستمر إلى صلاة العشاء. وبعد الصلاة يتناول المفتي طعام العشاء ثم يلتقي بعض الضيف، ثم يتهيأ لتحضير مناقشة رسالة دكتوراه أو محاضرة إن وجدت في اليوم التالي. عقبها يزاول آل الشيخ رياضة المشي لمدة نصف ساعة وهو يراجع القرآن، بعدها يدلف إلى مكتبه في المنزل ليرد على بعض الفتاوى الفقهية قبل أن يخلد إلى النوم في وقت مبكر، حتى يستيقظ قبيل صلاة الفجر لأداء الصلاة في الجامع ومعها يبدأ يوما آخر جديدا. «عكاظ» قضت يوما مع مفتي عام المملكة في الطائف ولمست حرص آل الشيخ على الحضور مبكرا إلى مكتبه، حيث يرأس يومي الأحد والثلاثاء اجتماع اللجنة الدائمة للإفتاء بحضور أعضاء اللجنة الدكتور صالح الفوزان، الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ، الدكتور أحمد سير مباركي، الدكتور عبدالله المطلق، الدكتور عبدالكريم الخضير، والشيخ عبدالله بن خنين، كما يحضره الأمين العام لهيئة كبار العلماء الدكتور فهد بن سعد الماجد. وقد صادف الاثنين الماضي الذي رافقت فيه «عكاظ» آل الشيخ، اجتماع خاص لمراجعة الفتاوى القديمة، مع المسؤول عن فتاوى الشيخ أحمد الدويش، واستمر الاجتماع من التاسعة حتى صلاة الظهر، وفي يوم الأربعاء يستقبل الشيخ الوفود الزائرة من كافة الدول والمناطق، ويخصص فترة ما بعد صلاة الظهر لاستقبال طلبة العلم وبعض الوفود، وبعد ذلك يلقي عليه المسؤول عن فتاوى الطلاق بعض المعاملات الخاصة، ويلتقي بالمسؤول عن الشؤون المالية والإدارية أو الأمين العام لهيئة كبار العلماء، يباحث معهم كل على حده فيما يخصه. وحضرت «عكاظ» لقاء المفتي العام بأعضاء الجمعية السعودية لرعاية الطفولة، حيث وجه كلمة للمجتمعين قال فيها «عملكم مبارك وأهدافكم نبيلة ومشروعكم خير»، ناصحا إياهم بأن يحموا الطفولة ويرعوها وفق تعاليم الشريعة الإسلامية، ووعدهم بالدعم والمساندة. وعند لقائه أمين محافظة الطائف، شدد على ضرورة التعاون بين الجهات الحكومية المختصة، والإخلاص في العمل، وبذل الجهد حتى يوفق الجميع لما فيه مرضاة الله. وخلص إلى القول «الجهود التخطيطية والتطويرية واضحة في هذه المدينة السياحية». وفي اليوم نفسه، التقى آل الشيخ عددا من أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المعينين حديثا في الطائف، وحثهم على التحلي بالصبر والمعاملة الحسنة مع الآخرين مؤكدا في الوقت ذاته أن المحتسب الذي شرفه الله بهذه الوظيفة عليه أن يذكر أنه يقوم بعمل قام به النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة فهو طريق الدعاة إلى الله والهداة إلى سبيل الله الذي رسمه المصطفى صلى الله عليه وسلم. وأثناء لقائه بمنسوبات تعليم الطائف، أوصاهن باستغلال الإجازة الصيفية في كل أمر مفيد، مشيرا إلى أنها بجانب كونها للراحة والاستجمام فإنها فرصة للمربية لتعلم بناتها وأبنائها أشياء نافعة. وعلمت «عكاظ» أن المفتي العام عادة يغادر الطائف، مساء الأربعاء متوجهاً إلى الرياض، حيث يستقبل الزوار صباح الخميس في مكتبه، ثم يعود إلى منزله لتناول الغداء، وبعد أخذ قسط بسيط من الراحة يستعد للدرس الذي يلقيه بعد العصر، وبعد صلاة المغرب يحضر الندوة التي تنظم في جامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض ويعلق على موضوعها وما ألقي فيها من محاور سواء كانت شرعية بحتة أو عقدية أو فقهية أو خاصة بالمعاملات أو المستجدات أو غيرها، ثم يلبي آل الشيخ الدعوات التي ترد إليه سواء أكانت مناسبات عامة أو عائلية. وفي يوم الجمعة، يحرص على التحضير مبكرا لخطبة الصلاة ويبكر الذهاب إلى الجامع عند الساعة التاسعة، وبعد الصلاة يتناول طعام الغداء، وبعد العصر يلقي درسه المعتاد، ثم يجلس للإفتاء لإحدى القنوات، وبعد العشاء يستقبل الضيوف إن وجدوا أو يتلقى بعض الفتاوى الشرعية.