لن ننتظر الوظيفة أرى أن أبرز المشكلات والتحديات التي تواجه الطلبة والطالبات السعوديين المبتعثين للدراسة بالخارج تتمثل في حاجز اللغة، ثم تأتي مسألة مهمة للغاية وهي مدى تفهم المجتمع لهم، كما أن المستوى الأمني في البلد الذي يبتعث إليه الطالب، ومن هنا فإن عليه الابتعاد عن الأماكن المشبوهة، التي قد تضعه في مآزق لاتنتهي. أما المعاناة فتزول مع الأمل والعزيمة والإصرار التي يتنامى طالما وضع المبتعث هدفاً أمامه. كنا نعاني منذ البداية من مشكلة اللغة وهاجس عدم القدرة على تعلمها، كما لو كنا ندرس في إمريكا أو بريطانيا، ولكن مع الممارسة والقراءة المستمرة استطعنا تجاوز هذه العقبة بشكل جيد. صحيح أنني لم اتقن اللغة الماليزية بشكل تام، رغم اندماجي مع الشعب الماليزي الطيب، حيث شاركتهم أفراحهم، وزرت كل مدنهم الكبيرة والصغيرة، وتعرفت على طبائعهم وأساليب حياتهم وطرق تفكيرهم، الأمر الذي سهل علي الاندماج داخل كيان هذا المجتمع، ما يميز مجتمعهم وجود الحضارات المختلفة في دولة واحدة الماليزية والهندية والصينية، هم شعب يتصف بالهدوء أكثر من اللازم في تعاطيه مع مشكلة، على عكس الشعوب العربية التي تتسم بالتوتر السريع، كما أنهم أناس اعتادوا النظام ويمارسونه في كل تفاصيل حياتهم، وهو بعكس مع تعودنا عليه، ولكن هذا الموضوع ليس عائقاً إن استطعنا أن نتعلم النظام ونعود به لمجتمعنا. كما أنني استطعت في هذا الابتعاث أن أحقق تجربة جديدة بالنسبة لي وتتمثل في تحمل المسؤولية في سن مبكرة، فالغربة تمنحنا هذا القدر الوفير من تحمل عبء كل خطوة نخطوها. تعلمت أيضا تقبل الرأي الآخر مع من يختلفون عنا في آرائهم وعقائدهم، والانفتاح على الحضارات الأخرى وأن هنالك الكثير لاكتشافه حول العالم بالتزود بالعلم يوميا هو ماسينهض بنا مجددا. كما أنني أشعر بتفاؤل كبير وهي سمة فيني، أقرأ مثل غيري عن نسبة البطالة في المملكة وأننا سنضاعف هذه النسبة، إلا أن لدي إيمانا قويا، بأن الفرص قادمة بإذن الله، وعلينا أن نخلق فرصنا وأن لا ننتظر أن تأتينا الوظيفة على طبق من ذهب. نضال طه - ماليزيا فرق القوانين أدرس إدارة الأعمال في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ما أعانيه هو فرق القوانين بين ما نشأنا عليه وبين ماهو مطبق في أمريكا، فهذا الوضع يؤدي إلى صعوبات كبرى في التأقلم مع الحياة اليومية، ومع الأيام نشعر بتعلم المزيد والجديد، نفعل أشياء ونتعلم منها، وهكذا تمضي دورة الحياة. لغتي كانت ممتازة، لذا استطعت أن أعبر في البيئة الجديدة بسهولة وتعرفت على الحياة، أما المعوقات التي يعاني منها الشباب فهي بلا شك الضعف في اللغة. وأتصور أن الإحساس بالمسؤولية وقيمتها هي من أهم الأشياء التي تمنحها الغربة للمبتعث، فأنت أمام صدمة حضارية وتحتاج أن تحدد أهدافك لتصل إلى شواطئ الأمان والمتمثلة بالتخرج. رضا مازن حكيم - أمريكا