اعتبر المشاركون في مؤتمر «العالم الإسلامي.. المشكلات والحلول» كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في المؤتمر وثيقة مهمة من وثائق المؤتمر، مؤكدين أن كلمته في اللقاء الذي جمعهم به البارحة الأولى تعد واحدة من التوجيهات السديدة التي سيضعونها نصب أعينهم في إيجاد حلول شرعية لقضايا مجتمعاتهم وشعوبهم، خاصة أن الملك وافق على مؤتمر سنوي عالمي لرصد مشكلات العالم الإسلامي يقام في مكةالمكرمة كما أعلن ذلك الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي في كلمته قبل إعلان بيان مكة الصادر عن المؤتمر، الذي نظمته الرابطة لثلاثة أيام في مكةالمكرمة برعاية خادم الحرمين الشريفين. ولعل الملك عبد الله بكلماته المرتجلة يؤكد استعداد المملكة لتقديم كل ما يطلب منها لخدمة الإسلام، لذا فإنه طالب أولئك العلماء بالدفاع عن قضايا الأمة في ظل ما يهدد وحدتها، والدفاع عن العقيدة الإسلامية، ودعاهم لنفي المخربين المدمرين للعالم الإسلامي والذين يسعون للتفرقة، بما لا يمت للعقيدة بصلة، وهو بذلك يحملهم المسؤولية أمام الله ثم أمام شعوبهم وأمام العالم. وهذا ما كان قد أكده الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله التركي في أن المشاركين في المؤتمر قبل بدايته يتطلعون لهذا اللقاء، مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين حريص في كل مناسبة على الالتقاء بالعلماء والمفكرين والمثقفين لأن عليهم واجبا ورسالة كبيرة. من جانبه، أوضح مفتي عام المملكة ورئيس المجلس التأسيسي للرابطة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ أن الكلمة التي ألقاها خادم الحرمين تؤكد حرصه على وجود حلول شرعية لمشاكل الأمة، فيما رأى المشير عبد الرحمن سوار الذهب أن المملكة قدمت للإنسانية رؤية إسلامية في التواصل والتعايش والتعاون في المشترك الإنساني، وهو ما أشار إليه الشيخ عبد العزيز آل الشيخ لافتا إلى أن العالم الإسلامي له ارتباط وثيق، وهم يرون الاربتاط الوثيق بين قادة المملكة وعلمائها. ويعود الدكتور التركي للقول بأن أي كلمة يستمع إليها العلماء والمفكرون من خادم الحرمين الشريفين يستفيدون منها، بحكم خبرته وتجربته الطويلة واهتمامه بالشأن الإسلامي، مبينا أنه حينما يلتقي بهم ويستمع إلى آرائهم فذلك يؤكد حرصه على الاستفادة من تلك الآراء من رجال يهمهم الشأن الإسلامي. وعلى الجانب الآخر، فإن بعض المشاركين في المؤتمر يوضحون أن لقاءهم بخادم الحرمين الشريفين فتح أمامهم آفاقا كبيرة برؤيته الثاقبة وبعد نظره، حيث أشار الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية الدكتور جعفر عبدالسلام إلى أن الملك عبد الله بكلمته يؤكد على دور العلماء في صناعة الاستقرار في العالم الإسلامي وأهمية ذلك أمن تلك الدول من خلال الحلول الشرعية التي يطرحها العلماء، موضحا حرص المملكة على توازن العلاقة بين المسلمين، ولفت عبد السلام إلى أن الأمة الإسلامية استفادت من مسار السياسة الدولية للمملكة التي بذلت جهدا خاصا في تعريف الغرب بخصائص الإسلام، منوها بالجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين لتوحيد الخطاب الإسلامي ووحدة الصف بين أنباء الأمة، مؤكدا على النتائج التي توصلت إليها مؤتمرات الحوار التي عقدت على ضوء مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار، مثنيا على السياسة الدولية المتوازنة للمملكة في علاقاتها الدولية. وعلى نفس الصعيد، يجمع كل من قاضي القضاة الأردني الدكتور أحمد هليل، ومفتي البوسنة والهرسك الدكتور مصطفى سيرتش المنسق العام لاتحاد المنظمات الإسلامية في أمريكا الجنوبية الدكتور بهيج ملا حويش، على أن كلمات خادم الحرمين الشريفين تؤكد مدى ما يحمله من هم في ما تعانيه الأمة من أزمات، ويمر به العالم الإسلامي من مشاكل تحتاج لحلول شرعية من قبل العلماء والمفكرين والمثقفين وأهل الرأي من أبناء الأمة، مدللين بما وافق عليه من إقامة المؤتمر في رحاب مكةالمكرمة سنويا. ورأى بعض المشاركين في المؤتمر، وخاصة من القائمين على المنظمات والهيئات الإسلامية، مثل: الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية الدكتور عدنان بن خليل باشا، ورئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم المهندس عبدالعزيز بن عبد الله حنفي، ورئيس جامعة جالا الإسلامية في تايلند الدكتور إسماعيل لطفي جافاكيا، ورئيس الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة الدكتور محمد العادل، أن دور العلماء يبرز من خلال مساندة الحاكم لهم، والعلاقة القائمة بين القائد والعلماء لخدمة المجتمع المسلم، مؤكدين أن ذلك ما فعله خادم الحرمين الشريفين في علاقته مع شعبه ومع العلماء من تبادل للرأي والمشورة، موضحين أن كلماته التي ألقاها في افتتاح المؤتمر ومباشرة في لقائه بالعلماء فضلا عن الكلمات المماثلة في العديد من المؤتمرات، تؤكد أنه الرجل الحكيم في حل قضايا الأمة.