طالب عدد من المثقفين في الباحة الجهات المعنية بالسماح للمثقفين بإنشاء صالونات ثقافية أسوة بمناطق المملكة الأخرى للمساهمة في دعم المؤسسات الثقافية الرسمية، مشيرين إلى أن الباحة من المناطق القليلة التي تفتقر لتلك الصالونات. وأوضحوا أن الحراك الأدبي والثقافي نافذة مشرعة لا ترتبط بحدود ولا بموقع، فأينما حلت تجد من يستأنسها ويألفها. الباحة التي تكاد تكون المنطقة الوحيدة التي تخلو من الصالونات الثقافية، شهدت تجربة من هذا النوع بدأها الدكتور علي الرباعي بافتتاحه صالونا أدبيا بمنزله، ما لبث أن أطفئ سراجه ليثير العديد من التساؤلات بين مثقفي المنطقة حول الآلية التي يفترض أن تعامل بها تلك الصوالين. وأوضح ل «عكاظ» وكيل إمارة منطقة الباحة الدكتور حامد بن مالح الشمري أن الإمارة مع تطبيق التعليمات بكل دقة، لافتا إلى أن هناك جهات هي أدرى بمصلحة المواطن ومدى الفائدة من مثل هذه الصالونات، مبينا أن هناك العديد من البدائل منها مجالس التنمية الاجتماعية والنوادي الأدبية وجميعها تحقق الغرض. من جهة أخرى، أوضح ل «عكاظ» الدكتور علي الرباعي، «أن التجربة بحد ذاتها حديثة في منطقة مثل منطقتنا تنتمي إلى فضاء قروي أكثر منه فضاء مدني». وأضاف «أن الفترة التي قررت أن أفتتح فيها صالونا أدبيا في منزلي باعتباره تجربة أولى في المنطقة جاءت في ظل توجه الدولة نحو مأسسة العمل الثقافي والتوجه نحو إشراك مؤسسات المجتمع المدني في صنع وعي وثقافة المواطنين، إلا أنه ربما وقف في طريق الفكرة عدة معوقات منها ما هو ثقافي ومنها ما هو اجتماعي، ما اضطرني إلى إعادة النظر في التوقيت وإعطاء الحراك المجتمعي فرصة ليؤمن بما آمنت به من خلال إيمان وقناعات صاحب القرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بأن المواطن شريك في صنع القرار وفي تفعيله، ما يعني أنني على أتم الاستعداد لإعادة التجربة، وإن لم تنجح بالمستوى المأمول إلا أن المحاولة شرف لصاحبها. الدكتور جمعان عبد الكريم الأستاذ بجامعة الباحة قال: سمعت وقرأت قبل أيام أن عبد العزيز الزهراني أنشأ صالونا ثقافيا بمحافظة المندق ونظم ملتقى حول أثر منطقة الباحة التاريخي والحضاري استضاف من خلاله الدكتور عبد الرحمن العشماوي، إلا أن ما نخشاه أن تثار حولها الإشكاليات، مضيفا «من كانت لديه القدرة على إيجاد مثل هذه الصالونات الثقافية فليبدأ، لكونها تعمل تحت الشمس وليس تحت الأرض ولأنها تذكي الحياة الثقافية والأدبية». ورأى الشاعر والأديب غرم الله الصقاعي أن الصالونات الثقافية ظاهرة تستحق الاحتفاء والاهتمام، لأنها تمثل جزءا من فكرة مؤسسات المجتمع المدني من خلال قيام بعض الأشخاص بتبني مشاريع ثقافية، مبينا أن منطقة الباحة تظل بعيدة عن هذه الصالونات، وإن كانت هناك خطوة إيجابية في هذا الشأن تحسب للدكتور علي الرباعي إلا أنها لم تستمر ربما لعدم فهمنا لدورها أو لعدم وجود قاعدة ثقافية يمكن البناء عليها في منطقة تظل المؤسسة الثقافية فيها هي المحرك الأساس للثقافة. وتمنى الصقاعي السماح بالصوالين الأدبية الخاصة التي تقوم على جهود فردية والدعوة إلى انتشارها لكونها تهدف بالدرجة الأولى إلى خدمة الثقافة.