شاركت الكاتبة والشاعرة الأستاذة أسماء بنت صالح الزهراني مؤخراً في أمسية شعرية نظمها النادي الأدبي في الباحة ، وهي ليست الأولى لها فقد سبق أن شاركت في ملتقيات نقدية على مستوى النخب الثقافية ، ولكنها الأولى التي تتلقي فيها بجمهور الأدب في المنطقة .. وقد كان لصحيفة "شبرقة" الإلكترونية هذا القاء السريع مع الإديبة الأستاذأسماء الزهراني : - ما هو إنطباعك إستاذة أسماء عن هذه المشاركة؟ @تحتاج ادارة الامسيات الى مزيد من التنظيم، تفتقر القاعة للأجهزة والاستعداد الللازم، يفتقد المهتمون بالثقافة إلى تطوير أدوات فكرية حوارية ولغوية تزيل عوائق التفاعل الحقيقي مع مستويات متعددة من اللغة، مما يجعل اهتمامهم غير مفسر ولا فاعل في تحريك ورفع مستوى التثقيف بين الشباب والنشء، وإذا كان المهتمون بالشعر لا يجدون قدرة ولا يبذلون جهدا لتكوين معجم لغوي وشعري يمكنهم من التفاعل مع اللغة الشعرية في مستويات ومنظورات مختلفة، فكيف بالنشء والعوام؟ - كيف كان حضور الأمسية الشعرية من الجانبين الرجالي والنسائي ؟ وأيهما أكثر تفاعلاً وفاعلية ؟ ولماذ ؟ @ حضور جيد بالنسبة للمنطقة، الجانب الرجالي أكثف حضورا بالطبع، والتفاعل كان من جانب الرجال وهو تفاعل كمي يفتقر للعمق وللتنوع وللإضافة الحقيقية للجمهور وللمبدع . والسبب من وجهة نظري سبق وكتبته : عدم الإهتمام بالتجربة الإبداعية، وعدم فهم البعاد الحقيقية للثقافة بحيث يطفو التكوين الفكري الهش على السطح، فائضا من لغة المتحاورين وتساؤلاتهم التي تنم عن تفكير بسيط غاية في الاختزال . - إلى ماذا تعزين ذلك ؟ @ لكون مجتمع الباحة لا زال في طور النشأة مدنيا، وأعني على مستوى المؤسسات العامة صحياً واقتصادياً وتنمويا .. فليس بمستغرب أن تأتي الثقافة التي تعد نوعا من الترف ضمن هذا النمو البطئ .. رغم أن الباحة قد صدرت للمملكة عقولا جبارة مبدعة في كل مجالات الفكر والعلم .. - لو دعيتي أستاذة أسماء لإحياء أمسية شعرية بالباحة مرة أخرى فهل ستكررين هذه التجربة؟ @ لن أمانع، وسأحتمل عدم التفاعل مرات ومرات حتى يحصل الالتقاء يوما ما، وأسعد بجيل من المثقفين والمثقفات الحقيقيين . - هل إستفدتي من هذه التجربة على المستوى الشخص ؟ والأدبي؟ والإعلامي؟ @ على المستوى الشخصي كسبت صداقات جميلة، وأدبيا تعرفت على الوضع الثقافي في الباحة عن قرب - هل التقيتي ببعض سيدات المجتمع هنا (في الباحة) ؟ وبعض الأديبات والمثقفات ؟ وماهو إنطباعك عن الجميع؟ @ غاية في الروعة والرقي .. أهديهن جميعا مودة واحترام كبيرين .. تقريبا تركت بعضا من قلبي في القاعة النسائية بنادي الباحة. - ماهو رأييك في الحراك الثقافي في الباحة عموماً ؟ هل يتوازى مع عدد ومكانة مثقفي وأدباء المنطقة ؟ @ تناقض كبير .. يقوم الحراك الثقافي في البلاد على عقول مثقفي الباحة، بينما أبناء عمومتهم في الداخل يفتقرون لمجرد الاهتمام بالمتابعة . - هل السبب في عدم إهتمام الجمهور في الباحة أو ضعف متابعته للحراك الثقافي والأدبي يعود لدور الأدب والثقافة بالمنطقة (النادي الأدبي ، جمعية الثقافة ، الصالونات الأدبية وغيرهما) أو يعود للأدباء والمثقفين أنفسهم ؟ أو يعود للجمهور ذاته وكيف ترين مسقبل المشهذ الثقافي في الباحة؟ @ مستقبل زاهر بإذن الله ، فالمشهد الثقافي نامي بشكل جميل ، وإن كان ببطء أما السبب حسب سؤالك فيتشارك فيه الجميع، المؤسسة والأدباء وأنا منهم ، ولكن تظل الباحة قبلة القلب ، وأنتظر يوماً يتوازى فيه موقعها في الداخل مع موقع ودور مثقفيها وأبنائها على مستوى المشهد الثقافي المحلي والعالمي الذي يمثل فيه أبناء وبنات المنطقة أدوار ريادية وإبداعية مشهود لها.