مناديل وباقات من الورد وعقود من الفل الجازاني وقوارير الماء ولبان (علك) وسلع من صناعات أفريقية كلها منتجات بمجرد سماع أسمائها يتبادر إلى مخيلتك أنها موجودة في أحد المتاجر الكبرى وتباع بأقل الأسعار، ولكن الحقيقة تقول: إن تلك المنتجات هي ما يقوم بعض المخالفين في مكةالمكرمة ببيعها عند إشارات المرور وكأن لسان الحال يقول: لقد أصبحت شوارع العاصمة المقدسة «سوبر ماركات» يباع فيها كل ما لذ وطاب أو بمعنى أصح قل إنها عمليات تسول ولكن بطريقة «احترافية». إن ظاهرة البيع عند إشارات المرور هو ما يميز الطرق في مكةالمكرمة؛ لأنها أصبحت المنطقة الوحيدة التي تمارس فيها هذه الظاهرة بدون رقيب ولا حسيب، وخاصة في أشهر المواسم (الحج،رمضان)، فتجد إشارات المرور التي تقع على مداخل العاصمة المقدسة والإشارات التي تقع داخل مكةالمكرمة وتحديدا في المنطقة المركزية قد تكدست بالمخالفين وغالبهم من الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم العشر سنوات في صورة غير حضارية لاتعكس جمال الأراضي المقدسة. هذه الظاهرة التي كانت تعتمد على جهود فردية تطور الحال بها وأصبح المخالفون يشكلون فرقا يتم توزيعهم على المناطق الحساسة وفي نهاية اليوم يتم تجميعهم وتحصيل مالديهم وصرف المكافآت لهم على جهودهم. وكشف سالم حسين عن عدم مبالاة أولئك الباعة بالعقوبات التي ستطبق عند القبض عليهم لضعف الرقابة من قبل الجهات المختصة، مشيرا إلى أن تكثيف تلك الرقابة وتشديدها كفيل بالقضاء على تلك الظاهرة للأبد، وأكد سمير حامد أن السلع التي تباع عند إشارات المرور إما تالفة أو سيئة التخزين أو قليلة الجودة، وفي كل الأحوال قد تشكل ضررا كبيرا على المستهلك. من جهته، أكد سهل مليباري المتحدث الرسمي لأمانة العاصمة المقدسة، أن هذه الظاهرة موجودة ولا أحد ينكرها؛ ولكن جهود صحة البيئة تقتصر على القيام بجولات فجائية لمصادرة تلك السلع دون القبض على أصحابها لعدم الاختصاص، مشيرا إلى أن السلع التي تباع عند إشارات المرور تكون في الأغلب ملوثة بفضل تعرضها لملوثات الجو. وأضاف مليباري، أن هناك جهودا مضاعفة من قبل جوازات منطقة العاصمة المقدسة للقضاء على هذه الظاهرة غير الحضارية.